دسمان نيوز – كتب / مثنى الجادرجي: لاريب من أن عملية “عاصفة الحزم”، قد وجهت ضربة موجعة و ذات تأثير قوي للمخطط الايراني في المنطقة و الذي تعمل عليه طهران منذ أکثر من ثلاثة عقود، ولم يدر في خلدها أن تبادر دول المنطقة ذات يوم الى الاخذ بزمام المبادرة و مواجهة مخططها بمنتهى الحزم و الصرامة، والذي يبدو واضحا بأن هذه العملية قد لقت بظلالها على طهران و ولدت إحساسا بالتشاٶم و الاحباط بعد أن بدأ حلفاء طهران من الحوثيين بالانکسار و التقهقر أمام زخم و قوة ضربات عملية “عاصفة الحزم”، ولاغرو من أنها تفکر بمخرج تسعى من خلاله لإنقاذ حلفائها في اليمن.
طرح مبادرات سلمية من جانب إيران و من جانب الحکومة العراقية الواقعة تحت تأثيراتها من أجل إيجاد حل للأوضاع في اليمن، هو في الحقيقة مسعى لإنقاذ الحوثيين من الورطة المهلکة التي أوقعتهم طهران بها، في الوقت الذي نجد فيه أن هذه العملية لاتبتغي إجراء مفاوضات او إتفاقات مع الحوثيين و حلفائهم، بل هي تهدف و بصورة واضحة جدا الى إستسلامهم و إعلان فشل إنقلابهم على الشرعية و الاعتراف رغما عنهم بالرئيس عبد ربه منصور هادي کرئيس للجمهورية اليمنية.
الانقلاب الحوثي الذي کان إحدى الحلقات المشبوهة في المخطط الايراني الذي يستهدف أمن و استقرار المنطقة و يسعى لتوظيفه کورقة مساومة في المفاوضات النووية الدائرة معه، لم يطل کثيرا صبر و حلم دول المنطقة معه خصوصا بعد أن تجاوز کل الحدود و طفق يطلق التهديدات الوقحة ضد دول المنطقة، فيما کانت وسائل الاعلام الايرانية تحتفل بممارسات و الانقلابيين و أفعالهم العدوانية الطائشة و تصورها على أنها إمتداد لما تسميه بالثورة الاسلامية، ولذلك فقد جاءت عملية “عاصفة الحزم”، لتضع النقاط على الاحرف و توجه صفعة قوية جدا لسياسة التدخل الايرانية و في نفس الوقت تواجه بالحزم و القوة ذراعها في اليمن و تضع حدا لتهورهم و عنجهيتهم.
طوال العقود الثلاثة الماضية، بنت الجمهورية الاسلامية في إيران مقومات وجودها و إستمرارها على سياسة إعتمدت على أمرين مهمين هما:
ـ قمع و إظطهاد للشعب الايراني و إقصاء لمعظم الاطراف المعارضة لها و خصوصا منظمة مجاهدي خلق.
ـ تصدير التطرف الديني لدول المنطقة بهدف زعزعة أمن و استقرار هذه الدول و إيجاد مناطق نفوذ لها فيها.
هذه السياسة التي إصطدمت أخيرا بعقبة عملية “عاصفة الحزم”، من الواضح بأنها لن تجد الابواب مشرعة أمامها کما کان الحال قبل إنطلاق هذه العملية، بل انها ستبقى تواجه هذا الحزم و الصرامة خصوصا بعد أن أوصى مٶتمر القمة العربي بإنشاء قوة عربية مشترکة و التي ستکون على رأس أولوياتها وضع حد للمخطط الايراني بالانتشار و التوسع في دول أخرى على حساب السلام و الامن و الاستقرار في المنطقة.
إنهاء الحلم الايراني و إجهاض مخططه العدواني يتطلب أن نبادر الى التأکيد على نقطتين هامتين کضمانتين اساسيتين لذلك وهما:ـ الاستمرار في مواجهة المخطط الايراني في العراق و سوريا و لبنان، والعمل من أجل قطع أذرعه في هذه البلدان.
ـ دعم تطلعات الشعب الايراني من أجل الحرية و الديمقراطية و التغيير في إيران و الاعتراف بالمقاومة الايرانية کممثلة شرعية له و کبديل للنظام القائم في طهران.