الثلاثاء,19مارس,2024

المؤتمر السنوي العام للمقاومة الإيرانية 2023

المؤتمر السنوي2023

مريم رجوي الرئيسة الجمهورية لإيران المستقبل

مريم رجوي

اجتماع إيران حرة 2023: إلى الأمام نحو جمهورية ديمقراطية

المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية

ماتثير الإعجاب بشأن مجاهدي خلق

،لعبة إعلام إيران «مفضوحة»..!

الرياض السعودية – طلحة الأنصاري: لا يتورع الإعلام الإيراني ومن يتبعه عن الكذب والتضليل والتدليس ومخالفة الحقائق بشكل فاضح، من أجل توجيه رسالة سياسية معيّنة، رامين بعرض الحائط كل القيم والأعراف المهنية والأخلاقية، حيث أنّهم لا يعتبرون ما يفعلونه من تزوير وتضليل خطأ، أو أنّ فيه ما يعيب، العكس، هم يعتبرونه أمراً مقبولاً، بل ومطلباً سياسياً ودينياً أحياناً!، فالمنطق بالنسبة إلى الإعلام الإيراني “الغاية تبرر الوسيلة”، وطالما أنّ الغاية السياسية والإعلامية التي ينشدها والمراد الوصول إليها -حسب تقديره- نبيلة ومطلوبة، فإنّ كل شيء مباح ومقبول، بما في هذا الكذب، والتزوير، والفبركة، والتضليل، وذهبت في هذا إلى أشنع الحدود، حتى باتت وكأنّها تحتقر متابعيها، وتستخف بعقولهم، وتتعامل معهم على أنّهم “قطيع”، يمكن أن يساقوا إلى أي اتجاه، ويسهل أن تنطلي عليهم أي أكاذيب، بل ويعتبرون أنّ الناس ليسوا أهلاً لمعرفة الحقيقة!.

ويتضح هذا النهج في تغطيات الإعلام الإيراني للأحداث بمختلف المناطق، بدءاً ب(لبنان) و(العراق) و(البحرين) و(سوريا) والآن في (اليمن)، حيث تنشر أجهزة الإعلام الإيرانية المكتوبة والمسموعة والمرئية أخبارا، ووقائع، وصوراً مفبركة، وكاذبة، وتعمل على بثها لتصل إلى كافة “أذنابها” في وسائل الإعلام الأخرى ومواقع التواصل الاجتماعي المخلصين للترويج والدعاية لكل ما تبثه، كما أنّ كذب الإعلام الإيراني ومن تبعه لا يقتصر فقط على تشويه الخصوم، بل يصل إلى تغيير التاريخ كذباً، وظهر هذا في البحوث والتقارير التي كتبت عن الأحداث واستمدت المعلومات منه كمصدر موثوق.

ولم تكتف وسائل الإعلام الإيرانية وما يتبعها بوصفها كذباً عملية “عاصفة الحزم” بالاعتداء، بل وصلت إلى نشر صور قديمة لأطفال ونساء في (سوريا) و(العراق) مدعيةً أنّها لضحايا لقصف القوات الجوية السعودية وحلفائها، حيث بثت “قناة العالم” أنّ عشرات القتلى والجرحى بينهم 13 ضحية من النساء والأطفال بصنعاء، وذكرت وكالة “فارس” أنّ اللجان الشعبية وقوات الدفاع المدني يواصلون انتشال الضحايا من النساء والأطفال بعد استهداف أحياء سكنية!، وسط نداءات للكوادر الطبية لإغاثة الضحايا، فيما نقلت “قناة الفرات” العراقية عن وسائل إعلام يمنية أنّ المضادات الأرضية لقوات الدفاع الجوي اليمني تمكنت من إسقاط طائرتين سعوديتين فوق أجواء العاصمة صنعاء، كما نشر ناشطون موالون لإيران والحوثي العديد من الأخبار المختلقة في مواقع التواصل، كقولهم إنّ (إيران) أرسلت صواريخ نووية في طريقها إلى (الرياض)، وإنّ الحوثيين نجحوا في إسقاط طائرة تابعة للقوات الجوية الإماراتية.

استخفاف بالعقول

وكشف “د.محمد السلمي” -مختص في الشؤون الإيرانية- أنّ تضليل الإعلام الإيراني يستخف بعقول الإيرانين، حيث يختلق أخباراً لا تصدق، حيث يزعم أسر الحوثيين لثلاثين طياراً سعودياً مشاركين في عمليات “عاصفة الحزم”، موضحاً أنّ هذا لا يستغرب على الإعلام الإيراني الذي قد عمل على “شيطنة” مجلس التعاون الخليجي عند تأسيسه، إذ اعتبر أنّ المجلس تم اقتراحه وتأييده من الجانب الصهيوني!، كما أنّه وخلال أحداث الحرم في عام ١٤٠٧ه كان الإعلام الإيراني يروج لمزاعم أنّ يهوداً وأمريكيين يديرون الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة ويجب استردادها منهم، مبيّناً أنّه عندما قدم الملك فهد مبادرة لحل القضية الفلسطينية في عام ١٤٠٣ه تقريباً، قال إعلام (إيران) أنّ هذا مشروع إسرائيلي يتم تمريره عبر المملكة، ودعت الجامعة العربية إلى عدم تبني المبادرة، وعندما علمت بتوجه العرب إلى تبني المبادرة السعودية؛ خرج القادة الإيرانيون بتصريحات ترتكز على الطلب من القادة والحكام العرب مقاطعة القمة العربية المنعقدة في (المغرب)، ووعدت بدعم لا محدود لكل من يلبي دعوة المقاطعة، مضيفاً: “طبعاً رفضت إسرائيل المبادرة العربية، وتبين كذب إيران التي لا ترغب في حل القضية الفلسطينية، والإبقاء عليها لتضمن نافذة تتدخل من خلالها في الشأن العربي”.
 
ذراع قوي

وأكّد “د.محمد البشر” -أستاذ الإعلام السياسي- على أنّ الإعلام هو وعاء السياسة، وذراع العسكرية القوي، وإذا كان هذا صحيحاً في ما مضى من زمن فإنّه الآن يتأكد مع الثورة التقنية الكبيرة في الإعلام، التي جعلت منه سلاحاً متعدد الوظائف، فهو من جهة ينقل أخبار المعارك العسكرية، ويرفع المعنويات، ويؤدي دوره في الحرب النفسية على العدو، وغير ذلك من وظائف مهمة، موضحاً أنّه قد رأينا ذلك في الحروب الأخيرة، وأهمها حرب “تحرير الكويت”، وما تلاها من أزمات وأحداث، حيث كان الإعلام حاضراً وبقوة في المشهد العسكري.

وقال: إنّ المملكة اليوم تتحرك لتأمين حدودها الجنوبية، وتخليص (اليمن) من “ميليشيات الحوثي” وإرهابها وعبثها في الأنفس والممتلكات، وهي بحاجة إلى ذراع إعلامية تسند عملها العسكري، وتتكامل معه في تحقيق أهدافه، مضيفاً: “نحن نملك أقوى الامبراطوريات الإعلامية في الوطن العربي، ونملك الكفاءات المؤهلة ونوظفها كذلك في مؤسساتنا الإعلامية، نحتاج فقط أن نخلص للمهنة، ونعطي الوطن ما يستحقه، خاصةً في هذا الوقت الذي تطلق فيه المملكة مبادرة الإحياء لأمة عربية وإسلامية قد هدها الإحباط وخيمت عليها مشاعر الهزيمة”، منوهاً بأنّ الإعلام اليوم هو الذراع القوي للعمليات العسكرية، وعلينا أن نحسن استخدامه فيما يخدم تحقيق الأهداف العسكرية من جهة، ويُفشل مخططات العدو من جهة أخرى، مشدداً على أنّ ما تقوم به المملكة اليوم ليس قضاء على جيوب إرهابية متمردة في (اليمن) فقط، بل ترسل رسالة إلى كل من يتربص بالأمة شراً، سواءً كان قريباً في منطقتنا أو بعيداً عنها، وأولهم (إيران) التي تحاول أن تتمدد في كل شبر عربي.

قنواتهم مرآة لسياسة طهران.. وعملها استخفاف بعقول الإيرانيين!

الإعلام الكاذب!

فيما ذكر “د.صالح الربيعان” -أستاذ مساعد في قسم الصحافة والنشر الإلكتروني بكلية الإعلام والاتصال في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية – أنّ “الحرب الإعلامية” و”القوة الناعمة” و”الدبلوماسية الشعبية” كلها مصطلحات تشير إلى مفهوم واحد، يتناول دور الإعلام في توجيه الرأي العام المحلي والخارجي، والتأثير عليه، مبيّناً أنّ الحديث في هذا الموضوع ليس جديداً، فقد ظهر بشكل بارز منذ الحرب العالمية الثانية على الأقل، حين تسابقت الدول المتحاربة إلى إنشاء الإذاعات الدعائية بعدة لغات مختلفة، وما زالت الدول تتسابق في استخدام وسائل التواصل وقنواته التقليدية والرقمية، موضحاً أنّ الإعلام على أي حال لا يصنع المعجزات، فهو رديف مساند لما يحدث في الواقع، وقد أثبت التاريخ أنّ الإعلام الكاذب قصير المدى، وعكسي التأثير، ولهذا فلا يمكن الركون إليه وحده، بل لا بد من تحقيق الإنجازات على أرض الواقع.

وقال: إنّ العمل الإعلامي الناجع ليس سريع المفعول، فهو يتطلب وقتاً وجهداً متواصلاً، من خلال استراتيجية علمية محكمة، قبل أن تظهر بوادر نتائجه الإيجابية، منوهاً بأنّه من أجل أن يحقق الإعلام أهدافه لا بد أن تسانده قنوات الاتصال الأخرى خاصة الاتصال الاجتماعي والثقافي، من خلال المؤسسات الخيرية والثقافية غير الحكومية، وهذا ما تعمل عليه دول مختلفة حققت عبره نجاحات بارزة في نشر ثقافتها وإقناع الجمهور بمواقفها السياسية والفكرية بل والإيديولوجية، وأذكر أن المطبوعات الإيرانية في الثمانينات كانت تصل إلى معظم المساجد والمراكز الإسلامية الأمريكية باللغة العربية والإنجليزية.

وأضاف أنّ الإعلام الكاذب يحقق أهدافه إذا تفرد في الفضاء، ووجد جمهوراً تنقصه الحقائق والمعلومات الصحيحة، وفي ظروف الحرب يكسب الطرف الأقوى صوتاً، والأكثر انتشاراً، حتى لو كان كاذباً!، وحين تظهر الحقائق يكون الوقت قد فات، مشدداً على أنّ المصادر الرسمية تتحمل مسؤولية نشر الحقائق بشفافية، وصدق، وموضوعية، وسرعة، حتى تكسب ثقة جمهورها، فبدون كسب الثقة تفقد وسائل الإعلام أهميتها وتذهب جهودها هباء، مشيراً إلى أنّه في زمن الشبكات الاجتماعية زادت حدة الحرب الإعلامية، وتجددت أسلحتها، فظهر المواطن الصحفي الذي يسهم في الدفاع عن قيم دينه وأمن وطنه وتعزيز الروح المعنوية لمواطنيه، كما ظهر الشبح الذي ينتحل شخصية مواطن، ويعمل على نشر الشائعات والأكاذيب، وإضعاف الهمم، خاصةً في أوقات الحروب والأزمات، ومنذ اللحظة التي بدأت فيها معركة “عاصفة الحزم” برز دور المواطن الصحفي بقوة، حتى تجاوزت التغريدات تحت وسم المعركة (3) مليون تغريدة، كما ظهرت الأشباح أيضاً، لكنها لاقت هجوماً كاسحاً ساخراً.

فلسفة الكذب الأبلج

ولفت “مسفر بن علي الموسى” -أستاذ الإعلام، مختص في مجال الأفلام الوثائقية الاستقصائية وجماليات الشاشة- إلى أنّ الإعلام الإيراني لا يشكل أي خطر أو تهديد لأمن الخليج العربي، ولا يستطيع أن يعيد تشكيلات الرأي العام، ولا الموقف العربي، أو حتى الدولي، تجاه القضايا والأحداث في المنطقة بما يتوافق مع المصالح الإيرانية، ومن بينها مواقف المجتمع من “عاصفة الحزم”، الذي يؤمن المجتمع الخليجي والإسلامي والعربي والدولي بأنها حرب للسلام ولإعادة الشرعية والسيادة لليمن، مبيّناً أنّ هذا الرأي يأتي من خلال جملة من المعطيات في مقدمتها: أنّ الخطاب الإعلامي الإيراني ما هو إلاّ مرآة للسياسة الإيرانية في المنطقة، والتي باتت أهدافها في تصدير الثورة، من خلال التضليل، والمخادعة، وقلب الحقائق، وكلها أدوات معروفة ومألوفة لدى المتلقي، والذي بدوره بات يتعامل معها بشيء من السخرية والتهكم.

وقال: إنّ هذا الخطاب الإعلامي من خلال لغته وأسلوبه لمعالجة الأحداث والتعاطي معها أبرز هويته العدائية لدول المنطقة بشكل معلن ومكشوف، وبالتالي فقد غلَب انتماءه لأيديولوجيا الثورة الإيرانية على الهوية المهنية للعمل الإعلامي، الأمر الذي صنع مناعة وحصانة للمتلقي العربي من كل التأثيرات السلبية؛ لأنّه يتعامل معها من منطلق الإعلام المعادي، مبيّناً أنّ منهج الإعلام الإيراني يقوم على “فلسفة الكذب الأبلج”، وهو منهج استمده من مبادئه الثورية ومن المدرسة السوفيتية القديمة لتصدير الثورة، هذا الإعلام في أصوله المعرفية يؤمن بمقولة “اكذب ثم اكذب حتى يصدقك الناس”، وهذا المنهج الفلسفي للإعلام، لافتاً إلى أنّ مشكلته أنّه وجد في بيئات قديمة لا يستطيع أن يصمد في ظل التدفق المعلوماتي الهائل الذي توفره التقنيات الحديثة، المتمثلة في الخدمات الإخبارية، وشبكات التواصل الاجتماعي، وتعدد المصادر الإعلامية، التي باتت تنقل المعلومة بشكل فوري وسريع. وأضاف: من ذا الذي سيصدق مثلاً زعم “قناة العالم” الإيرانية بأنّ مئات الآلاف خرجت للشارع اليمني للتنديد ب”عاصفة الحزم”؟، وفي المقابل يشاهد المتلقي آلاف الصور والفيديو من خلال كاميرات الجوال للمواطنين في الشارع اليمني وهي ترفع لافتات الملك سلمان، وترحب وتبارك هذه العمليات التي جاءت من أجل دعم الأمن المحلي والقومي ولإعادة الشرعية المسلوبة وتكريس مبدأ السلام، مشدداً على أنّ هذا المنهج الإعلامي ومن خلال اعتماده على فلسفة الكذب الأبلج، قلص من احتمالية تفاعل الوسائل الإعلامية الإيرانية مع وسائل الإعلام الدولية، فوكالة “فارس” الإيرانية ليست من خيارات القنوات الإخبارية العالمية والدولية، بل إنّ مجرد ذكرها كمصدر معلوماتي في أي قناة إخبارية سيجعل من الأخيرة مثار شك، وسيقلل من مصداقيتها أمام الرأي العام.

وأشار إلى أنّ ضعف الصناعة الإعلامية الإيرانية هو الآخر سبب في عدم قدرتها على التأثير، فقناة العالم الإيرانية لا تستطيع أن تقدم التقارير الحية والتي تعتمد على الأسلوب التفاعلي والنقاشي للإقناع، فالصورة دائماً قديمة ومكررة في تقاريرها، يشاهدها المتلقي أكثر من مرة في نشرة الأخبار الواحدة، كما أنّ صناعتها تتم داخل المحطة دون الاعتماد على المراسل الذي يتواجد في الحدث، بالإضافة إلى غياب الصوت النقاشي، من خلال الشهود أو الخبراء الذين تعول عليهم الجماهير في مناقشة وتحليل الأحداث بناء على الحقائق والأدلة، وكل هذه المعطيات تشير إلى عدم قدرة الإعلام الإيراني التأثير على الرأي العام الإقليمي والدولي تجاه الأحداث في المنطقة.