السبت,27يوليو,2024

المؤتمر السنوي العام للمقاومة الإيرانية 2023

المؤتمر السنوي2023

مريم رجوي الرئيسة الجمهورية لإيران المستقبل

مريم رجوي

اجتماع إيران حرة 2023: إلى الأمام نحو جمهورية ديمقراطية

المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية

ماتثير الإعجاب بشأن مجاهدي خلق

هل سيصحو الغرب من غفوته؟

المستقبل العربي – سعاد عزيز : أکثر شئ يلفت النظر و يدعو للحيرة و التساؤل هو ذلك الاصرار الغريب على المطاولة و الاستمرار في التعاطي و إبقاء سبل التواصل و العلاقة من جانب الغرب تجاه النظام الايراني، ولاسيما وان هناك ليس فقط تحفظات وانما شکوك قوية و عميقة من جانب دول الغرب خصوصا و العالم عموما تجاه هذا النظام من أوجه عديدة.

الشکوك والتوجسات الدولية المستمرة من نوايات و توجهات و سياسات النظام الايراني، أمر يمکن تلمسه حتى من أولئك الذين يحبذون استمرار التعاطي مع هذا النظام على أمل أن تحدث المعجزة و ينصاع هذا النظام للمطالب الدولية، وان موقف السيناتور الأميركي روبرت مينينديز، أحد الراعين لمشروع قانون سيشدد العقوبات على إيران بشأن برنامجها النووي، ذكر أنهم لا يزال يحدوهم الأمل في التوصل لحل دبلوماسي للقضية النووية الإيرانية، لكنه قال إن شكوكا عميقة تساورهم بشأن التزام إيران بتقديم تنازلات لتظهر أن برنامجها النووي سلمي بحلول المهلة النهائية التي حددها المفاوضون الدوليون من أجل التوصل لاتفاق إطار.

إتباع الغرب سياسة تتسم بالمرونة و التساهل ازاء طهران، وغض النظر عن الکثير من تجاوزاتها و إنتهاکاتها و تحرکاتها الاکثر من مکشوفة، بقدر ماکان أمرا مضرا لهذه الدول و للامن والاستقرار على صعيدي منطقة الشرق الاوسط و العالم، فإنه کان في نفس الوقت أمرا مفيدا و إيجابيا بالنسبة للنظام الايراني، ذلك أن” التقاعس الذي تبديه الدول الغربية حيال برنامج النظام الإيراني لتصنيع القنبلة النووية”، وکذلك مايشاع عن مساع بإشراك النظام الإيراني في التحالف الدولي من اجل الحرب ضد داعش والقبول بدخول النظام في ملفي العراق وسوريا، کما رأت السيدة مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية، قد أدى الى إفشال المحاولات التي تجري لوقف تصدير التطرف الديني.

التوجهات و الافکار المطروحة من جانب بعض من الساسة الغربيين بشأن إشراك النظام الايراني في الحرب الدائرة في العراق و مسايرته على أمل تشجيعه في التخلي عن مشروعه النووي و إنخراطه في المجتمع الدولي بصورة إعتيادية، انما هي مبنية بالاساس على محض وهم و سراب لاوجود لهما في الواقع أبدا، ذلك أن طهران وعندما تجد ان الامور و الارضية في العراق ملائم و مناسب لها، فإنها ستتمسك أکثر بالمشروع النووي، وان مخططها التوسعي العدواني الذي وصل لليمن، لايمکن أن يوحي أبدا بأن مثل هذا النظام سيتخلى ذات يوم عن مشروع يرى فيه اساس و روح المحافظة على مشروعه الفکري ـ السياسي بإقامة إمبراطورية دينية تفرض نفسها على معظم دول المنطقة، وان قيام النظام الايراني و عن طريق إستخدام ميليشيات شيعية خاصة به بجعل ساحات أربعة بلدان عربية(سوريا، العراق، لبنان، اليمن) مرتعا لعمليات الاغتيال و القتل و التفجير و الدمار”کما أکدت الزعيمة الايرانية المعارضة مريم رجوي في خطابها الاخير في ستراسبورغ”، يجب على الدول الغربية أن تعلم بأنها قد ساهمت في إيصال النظام الايراني الى هذا المستوى من التوسع العدواني وانها من جراء سياساتها المتقاعسة و غير الحازمة و الصارمة تجاه هذا النظام فإنها تشجعه على المضي قدما لإرتکاب ماهو أسوأ من ذلك، وان السؤال الذي نجد ضروريا طرحه هو: الى متى سيبقى الغرب يلهث خلف سراب الاتفاق السلمي مع النظام الايراني، وهل سيصو من غفوته هذه ذات يوم؟