الثلاثاء, 11 فبراير 2025

مريم رجوي الرئيسة الجمهورية لإيران المستقبل

مريم رجوي

اجتماع إيران حرة 2023: إلى الأمام نحو جمهورية ديمقراطية

المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية

ماتثير الإعجاب بشأن مجاهدي خلق

العراق: أزمة داعش والحلول

الجمعية الاوربية لحرية العراق

العراق: أزمة داعش والحلول

ملخص تنفيذي

كانون الأول/ ديسمبر 2014

1.   أصبحت أزمة العراق وهي ناجمة الى حد كبير عن سياسة امريكا الخاطئة بعد احتلال العراق الى تهديد عالمي لافت. ويحتضن العراق حاليا جبهة متطرفة اسلامية مجنونة ستتمخض هزيمتها في العراق عن تداعيات راسخة للمنطقة بأسرها.


2.   قد يكون أكبر خطأ ارتكبته امريكا في العراق هو ترك النظام المولود الجديد في هذا البلد بعد احتلاله و تقديمه الى خصمه ايران وعملائها. واستغلت طهران هذا الانفتاح الغير مسبوق من أجل توسيع نطاق نفوذها في العراق والمنطقة مما سهل تقدما منفلت لسياسة ايران التوسعية طوال ثلاثة عقود وتصدير «الثورة الاسلامية» حيث مكن ذلك طهران من ترسيخ سيطرتها على الداخل الايراني ومد نطاق تهديداتها ضد مصالح الغرب.

 

 

 

3.   وفي الأساس يشكل صدور التطرف الاسلامي ضمانا للسياسة الخارجية العامة ايديولوجيا لحكام طهران. ان مهمة الحرس الثوري الاسلامي وذراعه في الخارج أي فيلق القدس هي تنفيذ هذا الهدف الرئيسي. وتذهب قوتهم أبعد من الحرب والصراعات الداخلية وتظهر ان أجنحة النظام الايراني المتنافسين يشاطرون في الرأي عندما يعود الأمر الى ستراتيجية النظام.

 

 

4.   مد النظام الايراني سيطرته على العراق خلال العقد الماضي وذلك عن طريق:

‌أ.       تشكيل وتعزيز الميليشيات الشيعية والسيطرة على السلطات المحلية

‌ب.  توغل الميليشيات العراقية والمجموعات الموالية لايران في المناصب السيادية في البنى السياسية والعسكرية والأمنية والاقتصادية العراقية.

‌ج.   مخادعة امريكا وتعزيز قدرات عناصر موالية لايران بهدف تحكيم السلطة في مناصب نافذة.

 

 

5.   وهناك ثلاثة أسباب رئيسية ادت الى هيمنة ايران على العراق:

‌أ.       مجيء نوري المالكي الى السلطة في عام 2006

‌ب.  اتفاق سوفا وانسحاب القوات الامريكية من العراق بعد ابرام هذا الاتفاق

‌ج.   سياسة ادارة أوباما الاقليمية وهزيمتها المثيرة للاستغراب في احتواء فاعل لنفوذ ايران المتزايد في العراق.

 

 

6.   أثار النظام الايراني وبيدقه الرئيسي نوري المالكي مشاعر الغضب الجياشة لدى المكون السني بقمعهم العنيف واقصائهم عن العملية السياسية وتصفيتهم الجسدية وارغام زعماء السنة على الخروج من العراق. ورغم نجاح سياسة الجنرال بترايوس في تشكيل مجالس الصحوات التي طردت القاعدة في عامي 2007 و 2008 الا أن الواقع أصبح اكثر سوء نتيجة سياسات المالكي الطائفية حيث تقعمت الأزمة بعد انسحاب القوات الامريكية من العراق وتفكيك مجالس الصحوات من قبل المالكي وحلها.

 

 

7.   وسهلت هذه العملية المثيرة للقلق نشوء وامتداد التطرف خاصة بواسطة داعش. وأدت الطائفية الجامحة والفساد المنفلت المتفشي في مفاصل الأجهزة الامنية والعسكرية للعراق الى انهيارها السريع في مواجهتها تهديدات متنامية. وبالتالي لم تحرز الغارات الجوية للائتلاف خلال 3 أشهر في غياب قوة مقاتلة على الأرض سوى تقدم بطيء. ولم تتمكن واشنطن وبغداد من تنظيم العشائر والسنة العراقيين الذين سطروا في سجلهم سابقة في محاربة القاعدة. ان غالبية السنة والعشائر العراقيين الذين كانوا يقاتلون المالكي قبل عدة أشهر الآن تركوا الساحة وقد تم تجنيد بعضهم من قبل داعش.

 

 

8.   من جهة أخرى ان تنحية المالكي من السلطة قد وجهت صفعة قوية للنظام الايراني الذي يحاول جاهدا لاستعادة الأرض المفقودة من خلال اعتماد  سياسة مزدوجة فمن جانب يجند الميلشيات الشيعية لبسط سيطرته على مساحات أكبر من الأراضي العراقية ومسك السلطة على أرض الواقع ومن جانب آخر يواصل مخططاته عبر تقوية المالكي للقضاء على العبادي وذلك بهدف تحقيق غايته لمسك كامل السلطة على الحكومة المركزية في بغداد. كما وفي الوقت ذاته يتظاهر تكتيكيا على أبعد تقدير الخروج بمظهر خصم لداعش. ان محاربة أمريكا تنظيم داعش في الميدان تمنح فرصة لايران لإبقاء سلطتها على العراق.

 

 

9.   بالنتيجة فان المليشيات التابعة للنظام الإيراني استولوا على مزيد من مقاليد السلطة في العراق واستعادوا بعض المناطق من سيطرة داعش. واستمرارا للجرائم التي ارتكبوها طيلة العقد الماضي فانهم عاكفون الآن على جرائم يمكن وصفها فقط بابادة طالت المكون السني في الأراضي المستعادة من داعش.

 

 

10.                     ان الخروج بحل لهذه الأزمة دون مشاركة فعالة وواسعة من قبل السنة والقوى العشائرية في اعادة تأسيس العملية السياسية المتعثرة أصبح بعيدا عن أرض الواقع بشكل مثير للاحباط فيما هذه القوى التي برزت قوتها الرئيسية بشكل جلي عندما طردوا القاعدة بنجاح، هي جاهزة للمواجهة على أرض الواقع.

ولكن ومن أجل افساح المجال لهم لاسهامهم بشكل أكثر تأثيرا فلابد من تصحيح السياسة الراهنة واعادة تقويمها لتكون سياسة جديدة واحترازية لمنع توغل ايران في العراق واقصاء العوامل الفاعلة والمثيرة والضاربة على وتر الحساسيات والنزاعات الطائفية. فميليشيات شيعية من أمثال منظمة بدر وعصائب أهل الحق وكتائب حزب الله يجب طردها من الساحة لتتسنى تأسيس بيئة ثابتة للمصالحة السياسية.

 

 

11.                     الحديث عن امكانية التعاون مع طهران لحل الأزمة في العراق لا شك أنه خطأ قاتل. التجربة السيئة والخطأ الراهن الذي ارتكبته حكومتا بوش واوباما طيلة السنوات الـ14 الماضية ماثلة أمام أعيننا فيما يمر العراق بمنعطف تاريخي. التعاون بين واشنطن وطهران والتغاضي عن التدخلات الايرانية الشريرة سيضعف ولاية العبادي ومن المرجح أن هذه السياسة المضرة والخطيرة ستنتهي الى فشل الحكومة العراقية ان كان العبادي حقا جادا في احداث تغييرات حقيقية وابعاد العراق من السياسات الطائفية السابق. وبالطبع انه سيصبح ضحية لسياسة أمريكية خاطئة تترك تداعيات مأساوية محتملة تمتد الى المنطقة بأسرها.

 

 

12.                     التعامل الجديد لابد أن يتمثل في منع نفوذ ايران في العراق وهو الحل السياسي الدائم للحرب الطائفية المتعاظمة التي يعاني منها العراق والمنطقة. وفي حال غير ذلك أي في حال غياب هكذا بديل فان الحرب ضد داعش ستتحول الى حرب طائفية بين الشيعة والسنة سيندلع لهيبها بين حين وآخر على مر الزمن حتى ان اخمد فتيلها وقتيا وظرفيا وتورط المنطقة لعقود متتالية.

 

 

13.                     يجب أن تكون استراتيجية هزيمة داعش أساسا قائمة على بديل فكري وديني ونقيض له يكون قادرا على ايجاد تحد استراتيجي لهذه القراءة القائمة على العنف والتخلف والتطرف من الاسلام.ان دعما أمريكيا قويا لاسلام متسامح وديمقراطي ينحصر لهذه المنطقة من الشرق الأوسط سيلعب دورا بناء في تجفيف بيئة التطرف سواء أكان سنيا على غرار داعش أو نسخة شيعية منه تتمثل في النظام الايراني وعملائه قاسية القلوب.

 

استرون  ستيفنسون

رئيس الجمعية الاوربية لحرية العراق

رئيس لجنة العلاقات مع العراق في البرلمان الاوربي (2009 – 2014)