المستقبل العربي – سعاد عزيز الخطة الخماسية التي وضعتها دول التحالف الدولي التي إجتمعت في بروکسل ضد تنظيم الدولة الاسلامية”داعش”الارهابي، لمحاربة التطرف على أمل القضاء عليه، والتي کما يبدو قد حددت و إختصرت التطرف الاکبر و الاخطر الذي يواجه المجتمع الدولي في تنظيم الدولة الاسلامية، وفي الامر قصور واضح في النظر و الرؤية الموضوعية الشاملة لقضية التطرف الديني من مختلف جوانبه و زواياه.
الخطة الدولية الخماسية لمحاربة التطرف تلك، تتضمن استمرار الغارات الجوية، ودعم قدرات القوات العراقية في الميدان، وتجفيف منابع تمويل التنظيمات الإرهابية، وتطوير خطاب مضاد لدعاية المتطرفين الأيديولوجية. لکن من الواضح ان التمعن في النقاط الخمسة، يتبين قصورا ضمنيا لها، خصوصا مايتعلق بالنقطة الخامسة، لأن تطوير خطاب مضاد لدعاية المتطرفين الايديولوجية، يتطلب فيما يتطلب إنهاء الدافع و المحفز الذي يدعو للتطرف نفسه، وان ظهور تنظيمات کداعش و النصرة و الميليشيات الشيعية المتطرفة و غيرها، انما هي حاصل تحصيل ظروف و أوضاع موضوعية متداخلة و مترابطة مع بعضها ولايمکن عزلها او فصلها عن بعضها بسهولة.
الجهد المبذول من أجل تجفيف منابع تمويل العمليات الارهابية، يجب أن يتم التشديد وبنفس القوة على تجفيف منابع تغذية التوجهات المتطرفة والتي نرى ان معظم إتجاهاتها البارزة في المنطقة باتت ترتکز على أسس طائفية ضيقة، بمعنى آخر، يجب أن لايقتصر الجهد المبذول على رد الفعل وانما الفعل الذي قاد لذلك، وان تنظيم داعش الذي يترکز بشکل خاص في سوريا و العراق، يستمد القوة و الدوافع الاساسي من المد الطائفي المتطرف الذي بدأ يجتاح البلدين بفعل عوامل زخ و ضخ إيرانية واضحة المعالم خصوصا من خلال الدور و النشاط الاکثر من واضح الذي يقوم به الحرس الثوري الايراني و الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس بشکل خاص.
الاسلوب و النهج الطائفي الواضح الذي إلتزمه الحرس الثوري الايراني من أجل التعامل و التعاطي مع المشاکل و الازمات المطروحة في سوريا و العراق، إعتمدت و بصورة رئيسية على إذکاء العامل الطائفي و إستخدامه کمحفز لتأليب و دفع السوريين و العراقيين من أجل تنفيذ مخططه هذا، وکما هو متوقع و منتظر، فإن لکل فعل رد فعل، وان هذا النهج الطائفي الذي قام أساسا على إقصاء طائفة أخرى و الاضرار بها من خلال السعي للتلاعب بالنسيج الاجتماعي و البناء الديموغرافي للشعبين، وان على التحالف الدولي أن ينتبه لهذا الجانب جيدا وان يأخذه بنظر الاعتبار في أية معالجة او حسم لهذه المشکلة.