اهلاْ العربية – اسراء الزاملي: تتسابق الاحداث في العراق، وتحدث الکثير من المفارقات والمفاجئات والاحداث غير المتوقعة، وکلها تدل على أن الاوضاع لاتزال تسير في الاتجاه المثير للقلق وان التغيير النسبي الذي حصل بإختيار الدکتور حيدر العبادي لمنصب رئيس الوزراء وتنحي المالکي، لم يغير لحد الان شيئا في الساحة إذ أن الجميع لايزالون باقون على حالة التخندق ضد بعضهم ولايزال هناك الکثير من الجهد والعمل المطلوب کي يتم إرساء آلية يتم من خلالها الاتفاق على خارطة طريق لحل هذه المعضلة التي تعصف بالاوضاع في العراق وتهدد البلاد بما هو اسوأ إن لم يتم تدارك الامر.
السياسات غير الموفقة والمشبوهة خلال ٨ أعوام عجاف لنوري المالکي، رئيس الوزراء المنتهية ولايته، عقدت أوضاع العراق کثيرا وأوجدت جدرانا من الشکوك والتوجسات بين الاطراف السياسية ولايمکن إنتظار تحسن کل ذلك بين ليلة وضحاها، خصوصا وان سبب البلاء واساس کل الکوارث مازال يطل على العراقيين بين الفينة والاخرى فيزيد من مخاوفهم وعدم ثقتهم بالمستقبل وإحتمال تطور الاوضاع نحو الاسوأ.
ما قام به المالکي وکل المساوئ التي نجمت عن ٨ أعوام من حکمه، انما کان بسبب من علاقاته القوية جدا بالنظام الايراني حيث فتح أبواب العراق على مصاريعها أمام نفوذ هذا النظام الى الحد الذي صار يتحکم في معظم الامور والمسائل في العراق، وان الخطوة الاولى الاهم التي يجب إتخاذها والبدء بالعمل الجدي من أجل إنجازه، هو وضع حد لنفوذ النظام الايراني وإنهاء دوره المشبوه في هذا البلد، وان هذه الخطوة بالغة الاهمية لأن معظم المشاکل والازمات والمعضلات تدور حولها او تتداعى منها، کما من الضروري کخطوة ثانية، وضع حد للأجواء القمعية التي فرضها المالکي وإيقاف حملات الاعدامات والتصفيات بمختلف الطرق، والتي لاتزال تجري على قدم وساق، بل وانها وصلت الى حد قيام ميلشيا مسلحة بإقتحام سجن الرصافة بالتواطٶ مع حراس السجن، وإقتياد ٣٥ سجينا وإعدام أربعة منهم، مما يٶکد عزم الحکومة المنتهية أعمالها على الاستمرار في هذا النهج وتنفيذ أحکام القتل والاعدام بطرق مختلفة.
ان الترابط بين نفوذ النظام الايراني وسياسات القمع والاقصاء والاعدامات والتصفيات للمالکي، أمران مترابطان ببعضهما رغم أن النقطة الجوهرية والاساسية في المسألة تکمن في نفوذ النظام الايراني والذي صار يتدخل في مختلف الامور العراقية دونما أي رادع، ويکفي أن نشير الى أن النظام الايراني قد قام بتأسيس ميليشيات مسلحة تابعة له، وکلفها بمهام مختلفة، فمنها من ارسله للقتال الى جانب قوات النظام السوري، ومنها ما يقوم بأعمال عنف وتفجيرات وخطف وإرهاب ضد الشخصيات والاطراف الوطنية العراقية، ومنها مايقوم بتنفيذ هجمات صاروخية دموية ضد اللاجئين الايرانيين المقيمين في مخيم أشرف والتي أثرت سلبا على سمعة ومکانة العراق الدولية، وکل ذلك بسبب تدخل النظام الايراني ونفوذه.
اسراء الزاملي