البصرة ـ القدس العربي :اكد مراقبون للوضع الامني في محافظة البصرة ثاني مدن العراق انها تشهد صراعا حزبيا دمويا بين ميليشيات ومكونات سياسية فاعلة فيما ارتفعت نسبة الاغتيالات المنظمة وفرق الموت المتعددة التي تجوب شوارع البصرة موجهة رصاصات أسلحتها الرشاشة وأسلحتها القناصة الي كل من تدور
الشكوك عليه بأنه ينتمي الي الطرف الآخر المضاد، ولم تتوقف الاغتيالات علي حركة او حزب معين بل شملت اساتذة جامعيين واطباء ومدرسين وشيوخ عشائر وممثلين للسيد السيستاني وأعضاء من حزب البعث المنحل، في وقت تشير فيه معلومات الي احتمال عودة القوات البريطانية للمدينة بعد ثبوت فشل الاجهزة الامنية في قيادة الامن في المدينة.
الاجواء الساخنة التي دفعت حكومة المالكي لارسال اكثر من وفد للاطلاع علي الاوضاع في البصرة، تشير الي صراع بين اجهزة الحكومة نفسها وممثلي الحركات السياسية ومجلس محافظة المدينة، فقد اتهم محمد العبادي رئيس مجلس محافظة البصرة (جنوب العراق) قائد شرطة المحافظة عبد الجليل خلف بتضليل الحكومة المحلية بشأن تفاصيل الخطة الأمنية العامة في المدينة.
من جانبه نفي قائد شرطة البصرة الاتهامات الموجهة اليه مشيرا الي أنه علي اتصال وتنسيق مستمر مع لجنة الرقابة الأمنية العليا التابعة لمجلس المحافظة، ورفض خلف التدخلات في الاجراءات الأمنية المتعلقة بالقيادة الأمنية في المدينة.
لكن النائب حيدر الجوراني عضو كتلة مستقلون قال ان ما طرحه نواب البصرة هو انهم يريدون معرفة دور اللجنة الأمنية في المحافظة بالأضافة الي دور وزير الداخلية الذي لا يوجد له أثر في الساحة البصرية. و أضاف الجوراني: ما زلنا مصرين علي استجواب وزير الداخلية ورئيس اللجنة الأمنية الفريق الركن موحان وقائد الشرطة اللواء عبد الجليل خلف حول سوء الوضع الأمني ، مؤكداً لا يمكننا اتهام أي جهة لحد الآن لأن الرؤيا لم تتضح ولكن دور هؤلاء هو تمييز الشخصيات السيئة من خلال وضعهم الأمني في المحافظة .
وأشار الي انه لا يمكن القول ان وزارة الداخلية تتعمد التقصير في الحماية الأمنية ولكنه اهمال وعدم متابعة للأمور، فضلاً عن ان هناك أجندة خارجية تنفذ في محافظة البصرة وأمام مرأي ومسمع الأجهزة الأمنية ولكن للأسف الشديد لا تحرك ساكنا، موضحا ان أستهداف وكلاء السيد السيستاني بالذات له مدلوله الخاص.
وقال: لحد الآن في مدينة البصرة أكثر من سبعة من وكلاء ومعتمدين للسيستاني قد تم قتلهم بالاضافة الي وجود اغتيالات متعددة لكل الفئات الموجودة ولكن التركيز يتم علي وكلاء السيد السيستاني والغرض هو استهداف من يقف مع العملية السياسية ، لافتا الي ان هناك من يحمل أجندة لمسح الهوية علي الساحة في البصرة أو في العراق وهو من يقف وراء ذلك مؤكدا لا يمكن القول ان البصرة آمنة بالصورة التي نفهمها بل هي تقف علي كف عفريت يعني في أي لحظة ممكن أن يتفجر الوضع وفي لحظة أخري يسود السكون فالمدينة تعيش خلافات سياسية وهي احد العوامل الرئيسية فضلا عن وجود بعض دول الجوار التي تلعب دورا في عدم الاستقرار.
لكن المراقبين يرون ان ساحة الحرب الخفية الميليشياوية في البصرة قد ازدادت سوءا وعنفا في الساحة البصرية في ظل ارتفاع حمي الاقتتال الداخلي بين المكونات الرئيسة للاستحواذ علي ايرادات الثروات الموجودة في البصرة.. ولم تحل هذه العقدة المتشابكة بالرغم من زيارة وزير شؤون الامن لمحافظة البصرة الذي أوصي بهيكلة الشرطة العراقية واجتماعه بالفرقاء لحلحلة النزاع بينهما وتسوية الخلافات بالطرق السلمية والدبلوماسية، وبعد زيارته ساد هدوء نسبي في المحافظة تبعته عاصفة جديدة من الاغتيالات المنظمة، فضلا عما تعيشه المحافظة بين الآونة والأخري من اشتباكات مسلحة عنيفة بين ميليشيا جيش المهدي والقوات البريطانية والصراع الايراني ـ البريطاني الذي تشهده الساحة البصرية لتصفية الحسابات بينهما