الجمعة,29مارس,2024

المؤتمر السنوي العام للمقاومة الإيرانية 2023

المؤتمر السنوي2023

مريم رجوي الرئيسة الجمهورية لإيران المستقبل

مريم رجوي

اجتماع إيران حرة 2023: إلى الأمام نحو جمهورية ديمقراطية

المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية

ماتثير الإعجاب بشأن مجاهدي خلق

رژيمهل يقف الخليجيون على الحياد في الحرب؟

هل يقف الخليجيون على الحياد في الحرب؟

Imageالشرق الاسط : طالبت ايران دول الجوار بان تساندها ضد الحملة التي تشن ضدها وتهددها بعقوبات اقتصادية جديدة. السؤال يطرح على دول الخليج، لأنها هي دول الجوار على اعتبار ان بقية الدول العربية ستتفرج على التلفزيون عند بلوغ النزاع مرحلة الحرب. من ستساند الدول الخليجية؟

عندما أصرت الحكومة الاميركية في عام 2003 على شن حربها على العراق لم تجد في منطقة الخليج إلا قطر والكويت على استعداد للسماح لها باستخدام اراضيهما. لم تكن المهمة العسكرية صعبة حيث سقط نظام صدام برمته في ثلاثة اسابيع. فهل يمكن ان تمتنع الدول الخليجية مرة أخرى عن المشاركة في الحرب؟
طبعا نستثني الكويت لأنها مرتبطة باتفاقات دفاع مشتركة مع واشنطن تلزمها بالمشاركة، وكذلك قطر لأن على ارضها اكبر قاعدة عسكرية اميركية في المنطقة. هل تستطيع السعودية، وهي الأكبر والأهم في المعادلة بأجوائها الفسيحة وموانئها الضخمة، وبنيتها التحتية المهيأة لاستيعاب مليون انسان في أي مهمة على عجل؟
الحقيقة المجهولة ان السعودية عادة تقول لا، بسبب خطورة التورط في الحروب، كما فعلت قبل اربع سنوات في العراق، وهناك استثناءات، الحقيقة استثناء واحد، عندما غزا صدام الكويت. السعودية وافقت فورا على المشاركة في الحرب، وتحملت المخاطرة بالتحالف العسكري، واستضافة القوات الاجنبية، بما فيها ربع مليون عسكري اميركي. كانت النتيجة سريعة وحاسمة، عاد الكويتيون والكويت، ودحرت قوات صدام والغزو. انما اغلقت الاجواء السعودية في وجه القوات الاميركية في طريقها للقتال في افغانستان، وتكرر الاغلاق في غزو العراق. الآن نحن نواجه سؤالا أكبر في خطورته، ماذا لو قامت الحرب بين الولايات المتحدة وإيران؟
على الفور استطيع الاستنتاج بان السعودية سترفض التورط في الحرب، سواء بالمشاركة المباشرة او عبر تقديم التسهيلات او حتى فتح الاجواء، لأن ايران دولة اكبر من العراق مرتين، ولا يوجد قرار دولي يعطي الشرعية للحرب، بخلاف مواجهة غزو العراق للكويت. نعم تدمير قوة ايران الضخمة يخدم الحاجة الخليجية، فمشروع السلاح النووي عمليا يهدد عرب الخليج قبل اسرائيل، لكن ثمن الحرب غال جدا.
ما هو المنطق والممكن في التعامل مع الأزمة؟ الغاء التهديد النووي الايراني المحتمل حاجة للجميع في المنطقة، خاصة ان النظام الايراني لم يكف عن مساعيه في قلب الانظمة باسم تصدير الثورة الى الدول العربية، وزاد من تورطه في نزاعات المنطقة، وهو الآن يتمدد مثل البكتيريا في العراق، حيث استولى تقريبا على كل الجنوب. والمنطق يقول ايضا انه لا يجوز الاستهانة بإيران، فهي بحجم العراق سكانيا ثلاث مرات، وتملك نظاما سياسيا وعسكريا قويا، قادرا على البقاء مهما كان حجم الهجوم عليه. وعند الرد على الهجوم الاميركي فالأرجح ان ايران لن تلحق اذى كثيرا بالاميركيين لقدرتهم الدفاعية، ولأن معظم قوتهم الضاربة تطير من مناطق على بعد آلاف الاميال، بعيدة عن مدافع طهران. ولا يتبقى امام القوات الايرانية سوى ضرب الدول الخليجية، كونها المنطقة الرخوة والأهم نفطيا في العالم. شواطئ الخليج تقع على بعد مسافة قريبة من سواحل ايران، بعضها لا تزيد على ستين كيلومترا. قصف الخليج سيدخل العالم في ازمة نفطية، ويضعف اصدقاء امريكا، ويخسر الخليجيين مليارات الدولارات انفقوها على تطوير صناعاتهم، ومنشآتهم النفطية التي هي عصب حياتهم
الاجابة ان ثمن الدخول في حرب الى جانب الولايات المتحدة ضد ايران مكلف وخطر جدا، ويرجح ان تكون اجابة الخليجيين بالرفض. لكن الامور في السياسة معقدة، وتصبح اكثر تعقيدا في الحروب، وبالتالي قد لا تكون الاجابة سهلة. مثلا، ماذا لو ان ايران قامت بقصف الدول الخليجية حتى لو رفضت مساعدة الاميركيين، وتحديدا السعودية والإمارات وعمان والبحرين؟ هل ستقف على الحياد؟ الايرانيون على الأرجح سيستهدفون كل ما يظهر على راداراتهم وفي مرمى صواريخهم؟ هنا يسقط الحياد تلقائيا في حال وقوع هجوم متعمد، مما يعني أن التورط في الحرب أمر وارد. لكن ان يستهدف الايرانيون السعودية تحديدا، فستكون حماقة كبيرة، لكن من قال ان هناك عقلانية في كل النزاع الذي يتطور أمامنا سريعا؟ فقد كان بإمكان إيران تأجيل مشروعها لسنوات قليلة، وتجنب الحرب، خاصة أنها كسبت مجانا الكثير في حربي افغانستان والعراق. كما كان بمقدور الولايات المتحدة ان تسبق الأزمة بتطوير علاقتها في ايام حكومة محمد خاتمي في السلطة بإنهاء النزاع والمقاطعة، وعدم اعطاء الفرصة للمتطرفين للوصول الى الحكم، بما جاءوا به من معارك. لكن «لو» لا تنفع في تقديم حلول عملية.
لا أميل بعد الى الجزم بقيام حرب اميركية ايرانية لكن من الحكمة التحسب لها، لأنها ليست فكرة مجنونة، بل حديث دائر اليوم على كل المستويات. وحساب الاحتمالات جزء من اللعبة، رغم ان «اللعبة» كلمة قبيحة لان فيها استخفاف بحياة الناس واستقرارهم. لهذا نحن امام مرحلتين ثالثهما صوت المدافع. الأولى البحث عن حلول تصالحية توقف التوتر، والثانية التحاكم الى الأمم المتحدة، وعند فشلها ستتعطل لغة الكلام. وتبقى دول المنطقة تتفرج على أزمة خطرة أخرى هي الثالثة في نفس المياه الخليجية خلال ربع قرن. ودول الخليج لا يد لها، لا في اشعال المعركة ولا في اطفائها، لكنها ستكون رغما عنها الخط الأمامي للحرب إذا أراد الإيرانيون فقط توسيع دائرة المعارك. اما بالنسبة للجانب الاميركي فقد اثبت في حربين ماضيتين انه قادر على شن معاركه من دون الحاجة الى استخدام ممرات وقواعد المنطقة. قناعة دول الخليج ان الحرب أكبر من قدرتها على التحمل، لكن أتوقع انها لا تملك خيارا إذا ارادت إيران اقحامها عنوة باستهدافها. وهنا أعود الى التصريح المنسوب الى وزير الدفاع الإيراني في الصيف بأن بلاده ستستهدف دول الخليج في حال شنت الولايات المتحدة حربا على إيران، لكن سرعان ما نفى الوزير ذلك التصريح مشددا على انه مزور. ولن يمكن معرفة الحقيقة الا حين وقوع الحرب.
اخيرا، نحن لا نرجو ألا تشن ايران هجوما معاكسا على دول الخليج، بل الأمل الا تنشب الحرب كلها، لأنها حرب عبثية يمكن تجنبها.
عبد الرحمن الراشد