أظهر التجمع الضخم للإيرانيين في الواقع, جانبًا من الإرادة الوطنية للشعب الإيراني. إذ أحدث من جهة موجة من الأمل وفتح افقًا وضاحًا أمام الإيرانيين داخل البلاد وخارجه, كما أثار الهلع بشدة لدى دكتاتورية الملالي, بحيث لم تجد وزارة المخابرات فرصة ومتسعًا من الوقت لإختلاق الأخبار وفبركتها بشكل موحد. فعلى سبيل المثال, كتبت صحيفة «جمهوري إسلامي» لصاحبها الولي الفقيه. كردة فعل تنم عن منتهى التخبط تقول « 20 فردًا من اعضاء جماعة المنافقين وعائلاتهم تجمهروا أمام مبنى الإجتماع الوزاري لوزراء خارجية دول الإتحاد الأوروبي في بروكسل وطالبوا بإدانة البرامج النووية الإيرانية».
واما البعض من المواقع التابعة لوزارة المخابرات, فقد تحدث عن ”فشل” المظاهرات التي قام بها 300 من المجاهدين. طبعًا وفي حال غض النظر عما يلجأ إليه الملالي من المغالطة لما هو معمول بها في اختلاق الأكاذيب فان الحديث بهذا الشكل من الكلام الرخيص حول مظاهرات كبيرة, إنهمك فيها أكثر من 70 مراسلاً يكتبون التقارير ويصورون ما يحدث والقول بان 20 فردًا من اعضاء الجماعة وعائلاتهم» قد شاركوا فيها, لا يتفوه به الا نظام يعتريه هذيان الموت مصاب برعشاته.
أحد أهم سفرائه في الدول الأوروبية, – على آهني _ الذي يشكل التصدي لتحركات المجاهدين ونشاطاتهم من مهامه الأساسية خلال وجوده في مقر الإتحاد الأوروبي, أمام ”تجمع” المجاهدين, ويلجأ إلى حالة من قلب الحقيقة. فمثلاً يعتب على السلطات البلجيكية ذات العلاقة ويقول بان السماح للقيام بمظاهرة كهذه « يتعارض والسياسات الأوروبية ضد الإرهاب ويدل على عدم جدية الإتحاد الأوروبي في مكافحة الإرهاب». قطعًا فان السفير المخبول للنظام لوكان يعلم, بان هناك بيان يتم صياغته في اللحظة نفسها بواسطة وزراء خارجية الإتحاد الأوروبي يؤكد وقوف على وقوف دكتاتورية الملالي وراء « الإرهاب الدولي» لما ارتكب هذه الغلطة, او لو كان مسيطرًا على نفسه, لما إدعى بشكل أحمق ان التجمع الباهر هذا أقيم للتستر على «أزمة داخلية للجماعة». لكن عدم الإطلاع وحده لا يمكن ان يتسبب في هذيان «الجهة المسؤولة» في نظام الملالي. فالحقيقة هي ان تجمع كبير لا سابق له أمام مقر الإتحاد الأوروبي هو نصر لا جدال فيه حققته المقاومة الإيرانية , كما جاء كرمح استقر في خاصرة الدكتاتورية التي باتت تلهث أنفاسها الأخيرة. فالملالي وخلال الاسابيع التي مرت على صدور قرار مجلس الحكام, باتوا يجهدون بشدة لإظهار المشروع النووي لدكتاتوريتهم وكأنه مطلب ”وطني”, ولهذا السبب اصبحوا يركزون عليه بكل ما اوتوا من قوة للظهور أمام العالم بهذا المظهر من خلال ممارسة الاستفزاز والخداع. بينما اتضح للعيان بانه غير قادر على جمع أكثر من بضعة عشرات من التعبويين (البسيجيين) – عديمي الفائدة – لعملية استعراضية سموها ”مظاهرات” رغم كونهم في عقر دارهم حيث الرحى تدور بالدم, ويلجأون إلى التهديد وصرف الملايين وتعبئة كل الإمكانيات الحكومية وممارسة الدجل والشعوذة. ونتيجة لكل ذلك يقدم العملاء ذوي الأكفان حسب فطرتهم برمي الحجارة أمام السفارات. ان عروضًا كهذه تدل على مدى بلوغ النظام وسياساته حالة العزلة والنبذ أمام الشعب الإيراني.
اذا, فان الولي الفقيه وقادة النظام وسفيرهم في بلجيكا يدركون جيدًا معنى هذه المظاهرات الصاخبة المناوئة لدكتاتورية الملالي ولهذا السبب أصيبوا بالحمى والارتعاش والهذيان.
إن المؤشرات كلها تدل على أن الأحداث والتطورات في الظروف الحالية تتجه أساسًا لغيرصالح دكتاتورية الملالي.وان النظام,يتجه مع الوقت أكثر فأكثر نحو الهاوية ويوم الفصل.ان هذا التجمع الضخم في ظروف كهذه, يدل على إجماع الرأي لدى الشارع الإيراني بانه لا يفكر الا بالإطاحة بنظام الملالي. لذلك, لعل من الوارد القول لسفير النظام الأحمق, من الأفضل لك ان تنتهز الفرصة كي تعثر على جحر فأر تختبيء فيه, بدلاً من هذه التقولات السخيفة التي تتفوه بها. إذ وكما يقول زميله في وزارة الخارجية, قد يكون الغد متأخرًا جدًا