المرأة.. مفتاح التغيير في إيران

المستقبل العربي – سعاد عزيز:  ليس هناك من دور محوري و اساسي کالذي لعبته المرأة الايرانية في إسقاط النظام الملکي السابق في إيران، ولو إفترضنا مسح او لو لم يکن للنساء الايرانيات ذلك الدور الذي لعبنه، فکل کانت الثورة ستحقق النصر المؤزر و تسقط عرش الطاووس؟ من الواضح أن الاجابة ستکون سلبية، لأن هذا الدور الديناميکي المحوري کان هو حجر الزاوية الذي قامت عليه الثورة و استمرت حتى تحقيقها الانتصار.

نجاح رجال الدين في إيران في الاجهاز على الثورة الايرانية و مصادرتها و إفراغها من مضامينها ومعانيها الانسانية النبيلة، أعقبه هجمة شرسة على النساء الايرانيات بغية إعادتهن لأوضاعهن السابقة و حتى اوسوأ منها، لأنهم کانوا قد لاحظوا الدور الريادي البارز لهن في مجريات و احداث الثورة، وبديهي الاقرار بأن هذه الهجمة الشرسة قد أحقت ضررا فادحا بدور المرأة الايرانية، لکنها وفي نفس الوقت لم تتمکن من إطفاء جذوة النضال و الکفاح ضد الظلم و الاستبداد و المتقدة في أعماق المرأة الايرانية، ولذلك فإنه و على الرغم من کل تلك المحاولات ظلت المرأة الايرانية متواجدة في الساحة وقد أثبتت ذلك في إنتفاضة 2009، الذي سجل لها حضورا بارزا فاجئ رجال الدين أنفسهم قبل الجميع.
من المفيد جدا أن نشير هنا، انه قد لعبت منظمة مجاهدي خلق الايرانية دورا بالغ الاهمية و التأثير في الثورة منذ إنطلاق شرارتها الاولى و حتى سقوط الشاه، لکن أهم مافي هذه المنظمة انها وقفت تدافع بصلابة و مبدأية عن أهداف الثورة و مبادئها ولم تتخلى عن تلك الاهداف و المبادئ رغم کل ذلك الاغراء و الترهيب من جانب رجال الدين کي يعترفوا بنظام ولاية الفقيه، بل وليس هذا فقط وانما وقفت المنظمة و بقوة ضد شعار فرض الحجاب بالاکراه على النساء الايرانيات، ومن المهم جدا أن نشير هنا أن تظاهرة النساء الايرانيات ضد مسألة فرض الحجاب بالقوة عليهن من جانب رجال الدين، قد شارکن فيها عضوات من منظمة مجاهدي خلق و بشکل ملفت للنظر وان هذه الحقيقة موثقة، وکان واضحا أن المنظمة تريد أن تبعث برسالة واضحة مفادها أنها لاتريد أبدا الوقوف بوجه الدور النسائي المتعاظم و کذلك ترفض حجب دورهن تحت أي مسمى او ذريعة او حجة کانت.
المرأة الايرانية التي کانت تلعب دورا ذو بعدين قبل و أثناء الثورة، فهي کانت اساس و عماد الجبهة الخلفية للثورة کما کانت في نفس الوقت تؤکد حضورها المميز و الدائم في الصفوف الامامية لمقارعي النظام الملکي وانها اليوم تعود لتلعب نفس الدور ولکن بحماس و إيمان و قناعة أکبر لأن الظلم و القمع الذي حدث على يد رجال الدين قد فاق ماحدث و جرى على يد الشاه بأضعاف مضاعفة.
لجنة المرأة للمجلس الوطني للمقاومة الايرانية، وکتقليد سنوي لها دأبت عليه منذ سنين، تعقد مؤتمرها السنوي بمناسبة يوم 8 آذار/نيسان يوم المرأة العالمي في باريس، والذي يأتي اساسا لترسيخ حقيقة دور المرأة الايرانية الريادي في تصديها للظلم و الاستبداد الديني و سعيها لإنهائه ناهيك عن أن الهدف الحالي و الحيوي الاخر المهم و بالغ الحساسية هو المناشدة العاللمية لإقامة جبهة تضامن ضد تطرف الملالي المضاد للنساء و من أجل دعم النساء الرائدات في المقاومة الايرانية في مخيم ليبرتي.