الخميس,28مارس,2024

المؤتمر السنوي العام للمقاومة الإيرانية 2023

المؤتمر السنوي2023

مريم رجوي الرئيسة الجمهورية لإيران المستقبل

مريم رجوي

اجتماع إيران حرة 2023: إلى الأمام نحو جمهورية ديمقراطية

المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية

ماتثير الإعجاب بشأن مجاهدي خلق

اخبار: مقالات رسيدهمن قتل الشيخ الشجاع؟

من قتل الشيخ الشجاع؟

Imageما أن فقد العراق الرجل الشجاع، الشيخ عبد الستار أبو ريشة رئيس مؤتمر صحوة الأنبار، حتى وجه الاتهام مباشرة لتنظيم التخلف والإرهاب «القاعدة». فهل «القاعدة» وحدها المستفيد من مقتل الشيخ؟أعتقد من الخطأ إلصاق الاتهام بالتنظيم دون غيره، لأسباب عدة. الشيخ أبو ريشة، رحمه الله، لم تكن ميزته الوحيدة قتال

«القاعدة» وطردها من الأنبار، بل انه بات عنوانا رئيسيا في العراق. عنوان حل!أبو ريشة شيخ عشيرة سنية ـ شيعية، قاتل «القاعدة» وقدم نموذجا لمنطقة آمنة في العراق، وتردد اسمه، واسم منطقته، مطولا في جلسات استماع الكونغرس الأميركي الأخيرة للجنرال باتريوس، والسفير كروكر.

قدم الشيخ نفسه، وعشيرته، ومدينته كذلك، كدليل للنجاح الممكن تحقيقه في العراق ككل، إذا ما تمت المصالحة السياسية، وحصلت جميع الأطراف على فرصتها في عراق المستقبل.

لم يطالب بوزارة، ولم يتكلم باسم طائفة، بل حدد مطالبه في طرد الظلاميين والتكفيريين، واستتباب الأمن، ليس في الأنبار وحدها، فقد كان يقول إنه مستعد لمحاربة المتطرفين وكسر أنوفهم في كل مكان.

وصف الأميركيون الشيخ عبد الستار، في البداية، على أنه بدوي سياسي، تشكيكا بنواياه. واعتقد مجنونو السلطة في بغداد أنه يريد تكوين ميليشيا خاصة، وهو الرجل الذي فقد ثمانية من عائلته على يد «القاعدة».

وخير وصف له أنه الرجل الذي قدم حلا لإحدى مشاكل العراق، في منطقته، وهي محاربة «القاعدة»، والسمو فوق الخلافات الطائفية.

وعليه فمن الصعب تصديق أن خصمه الوحيد هو «القاعدة». فخصوم أبو ريشة، هم خصوم نموذج الأنبار. والمنتفعون من عودة الفوضى في الأنبار أكثر من «القاعدة»، والخصوم ليسوا في الداخل وحسب، بل وفي الخارج، وهم أخطر، وأكثر مقدرة على الوصول للشيخ.

لقي الشيخ حتفه بطريقة غادرة، وفي دائرة أمنية ضيقة، وهذا يوضح أن عملية اختراق مُحكمة قد تمت بحقه.

قد تعلن «القاعدة» مسؤوليتها عن اغتياله، وكثيرا ما أعلنت مسؤوليتها عن كل حادث، من أجل تسجيل بطولة، إلا أن هذا يجب أن لا يصرفنا عن أن اغتيال أبو ريشة هو اغتيال نموذج لا فرد.

هناك من عزا مقتله بسبب اجتماعه مع بوش، وهذا صحيح، ولكن ليس لأنه استفز «القاعدة» فقط، فالاجتماع كان مستفزا لأطراف عدة رأت فيه تغيرا في السياسات الأميركية بالعراق.

كما حصل الشيخ أبو ريشة من ذلك الاجتماع على شرعيتين؛ الأولى تكريس الزعامة في الأنبار، والثانية أنه أصبح قائدا تجاوز القبيلة، ورجلا عروبيا مع عراق موحد، وبالتالي بات وجها دوليا.

بعد ذلك الاجتماع قال بوش «كتبت الأنبار كقصة فشل، واليوم هي قصة نجاح». واغتيال الشيخ كان بسبب ذلك النجاح الذي استفز أعداء أكبر من «القاعدة».

ما أريد قوله هو أن «القاعدة» ليست المستفيد الوحيد من قتل الشيخ. قاتلوه رأوا فيه عقبة لهم داخل العراق، وخارجه.

طارق الحميد