الخميس,28مارس,2024

المؤتمر السنوي العام للمقاومة الإيرانية 2023

المؤتمر السنوي2023

مريم رجوي الرئيسة الجمهورية لإيران المستقبل

مريم رجوي

اجتماع إيران حرة 2023: إلى الأمام نحو جمهورية ديمقراطية

المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية

ماتثير الإعجاب بشأن مجاهدي خلق

أحدث الاخبارأحدث الاخبار: الملف النوويبسمة الاستدراج و الضحك على الذقون

بسمة الاستدراج و الضحك على الذقون

المستقبل العربي – سعاد عزيز: الابتسامة المعهودة و المعروفة عن الرئيس الايراني حسن روحاني و التي أطل بها على العالم بعد تسلمه لمهام منصبه في شهر آب/أغسطس 2013، والتي يظهر أن هناك من قد إفتتن بها و ظنها تخبئ خلفها الوداعة و البراءة، هي ذات الابتسامة التي أطل بها الرجل عام 2004 على وفد الترويکا الاوربية عشية تلك المفاوضات التي اسفرت عن إتفاق على اوراق من الواضح أن الاوربيين قد بللوها و شربوا مائها، لأن الاتفاقية جعلت الاوربيين يعطون و لکن من دون أن يستلوا شيئا، وحينها عرفوا ان معنى و مغزى إبتسامة روحاني!

مع بدء جولة مفاوضات جديدة بين وفد النظام الايراني و مجموعة خمسة زائد واحد في العاصمة النمساوية فينا و هي إستکمال لما سبقتها من جولات أخرى، ليس هناك أية أجواء من الامل و التفاؤل تلقي بظلالها على المفاوضات من مختلف الاطراف، لکن الذي يلفت النظر بقوة هو ماقد جاء على الموقع الالکتروني لمرشد النظام خامنئي يوم الاثنين الماضي بخصوص هذه المفاوضات التي قال عنها انها”لن تفضي الى أي شئ” ومؤکدا”سيستمر مابدأه مسؤولونا. لن نتراجع. ولايوجد من يعارضني.”، بمعنى أن البرنامج او المشروع النووي للنظام سيستمر کسابق عهده، هذا في الوقت نفسه الذي شکك فيه مسؤول أمريکي من نجاح المفاوضات بقوله: ان المفاوضات بين إيران و الدول الکبرى ستکون طويلة و شاقة وان نجاحها غير مؤکد.
الصحافة العالمية دعت بدورها الى”الحرص من الوقوع في فخ الخداع الايراني”، وقالت صحيفة التايمز اللندنية في إفتتاحية لها تحت عنوان(إبتسامة السيد روحاني)، أن العالم سيصبح مکانا أکثر أمنا اذا جردت إيران من أي امکانية لبناء سلاح نووي، الصحيفة التي وصفت هذه المحادثات بأنها دعوة للخداع، أشارت في جانب آخر أيضا الى أن إيران دولة يحکمها رجال الدين الذين يمتلکون طموحات کبيرة و أجندتها الداخلية هي المحافظة على أمن و استقرار البلاد من خلال قبضة الشرطة و النمو الاقتصادي، ولتحقيق ذلك يجب أن ترفع العقوبات الاقتصادية عنها، ولعمري فإن هذا الرأي الذي تطرحه التايمز يتميز بالکثير من الواقعية و الموضوعية، خصوصا عندما تقول في ختام الافتتاحية ان على الغرب التنبه الى أن روحاني يظهر إبتسامة ودودة إلا انها إبتسامة ثعلب. ويبدو وکأن التايمز تستحضر تجربة الترويکا الاوربية المرة مع النظام الايراني أيام کان روحاني بنفسه هو العقل المدبر و الموجه للجانب الايراني.
الحقيقة التي لاخلاف بشأنها، ان النظام الايراني في حاجة ماسة لهذه المفاوضات خصوصا إستمرار و طولانيتها غير المألوفة، تماما کالجولات الطويلة السابقة، وبطبيعة الحال فإن لدى هذا النظام باع طويل جدا في اللف و الدوران و الخداع و التمويه و من الممکن جدا ان المجتمع الدولي لو استمر بإرخاء الحبل لهذا النظام فإنه لن يقبض منه شيئا سوى اللهاث خلف وهم و سراب و يجد نفسه ينتقل من ممر الى ممر آخر ومن مفترق الى مفترقات أخرى.
تحذيرات المعارضة الايرانية للمجتمع الدولي، ولاسيما تلك التي أطلقتها السيدة مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية لمرات عديدة، بضرورة إتباع سياسة حازمة و صارمة مع النظام الايراني و عدم إفساح المجال أمامه کي يعود الى أعمال المناورة و المراوغة و الخداع و اللف و الدوران، ومثلما أن جلوس النظام على طاولة المفاوضات کان أساسا بسبب عاملين أساسيين هما:
ـ الضغط الداخلي من جراء تفاقم الاوضاع و وصولها الى حد الانفجار مما کان يهدد وجود النظام و إستمراره.
ـ العقوبات الدولية التي أخذت زمام المبادرة من النظام عندما جعلته يفتقر الى السيولة المالية المتدفقة عليه من أموال البترول وهو ماجعله في وضع بالغ الصعوبة.
والمطلوب من المجتمع الدولي أن لاينسى هذين العاملين و يدرك بأنهما يمثلان الطريق الاقصر لبلوغ الهدف المطلوب و خصوصا مسألة دعم کفاح الشعب الايراني و مقاومته الوطنية من أجل الحرية و الديمقراطية.