المستقبل العربي – سعاد عزيز : من حق نواب محافظة الانبار(کما نقلت الانباء عنهم)، أن يبدوا إستغرابهم من تصريحات رئيس الوزراء نوري المالکي حول ماأسماه”إنتصار الدولة على الارهاب”، لأن أية بادرة على حسم الاوضاع هناك لصالح المالکي او غيره لم تظهر على أرض الواقع وانما هناك صراع مستمر و نزوح أکثر من 300 ألف من أهالي الانبار بفعل القصف الدموي للقوات العراقية للقرى و المناطق المختلفة في محافظة الانبار.
هؤلاء النواب نقلت عنهم وکالات الانباء أيضا بأن العمليات العسكرية ونشاطات المسلحين متواصلة في الرمادي والفلوجة ، لافتين الى ان مبادرة القاء السلاح التي ترعاها الحكومة المحلية في الانبار بتأييد من الحكومة الاتحادية “تراوح مكانها” بسبب عدم استجابة حكومة بغداد للبنود المذكورة في المبادرة، وابرزها انسحاب الجيش من المدن، وتحويل محاكمة النائب احمد العلواني الى الانبار. وهذا مايعني أن المالکي مستعجل من أمره و يجد في بروز ضعفه و عدم إمکانيته من حسم الموقف في الانبار، سوف يساهم في المزيد من تراجع حظوظه لدى واشنطن و طهران و بالتالي إنتهاء دوره کما انه لايريد أيضا أن يظهر أمام حزبه و أنصاره بموقف المراوح في مکانه، ولهذا فإنه يريد من خلق حالة وهمية من انتصار مزعوم لاوجود له في الواقع من أجل إبقاء الهالة محيطة به.
المالکي الذي يقوم بتنفيذ أجندة خاصة لحساب النظام الايراني على أکثر من صعيد، يعرف جيدا أن فشله في تحقيق تقدم ملموس في تنفيذ تلك الاجندة يعني إضمحلال آماله في الحصول على ولاية ثالثة، وان النظام الايراني لايوافق على أية هدنة او إتفاق مع أهالي الانبار لأن ذلك معناه منح شرعية للمعارضين و المعترضين على نفوذ النظام الايراني في العراق، مثلما نجد انه بنفسه قد وقف خلف إفشال تنفيذ بنود مذکرة التفاهم الخاصة بالحل السلمي لقضية معسکر أشرف و الموقعة بين منظمة الامم المتحدة و الحکومة العراقية و سکان أشرف، حيث لعب دورا بارزا في إفشالها و جعلها مجرد مناورة مکشوفة و غير قانونية ضد السکان، ويبدو أن المالکي قد فهم و إستوعب المطلب الايراني و لذلك فهو يعمل و يتصرف في ضوئه و کما يتطلب الامر تماما.
انتصارات و مکاسب و منجزات المالکي التي يتحدث کثيرا، تصطدم دائما بواقع مرير حيث أن کل شئ في العراق يشهد تراجعا في ظل حکمه بل وحتى ان الکلام قد صار يدور حول إحتمال إعلان إفلاس العراق في حال إستمرار المالکي في التصرف و التعاطي بنهجه الحالي، وان الانتصارات و المکاسب و المنجزات، ليست بحاجة للمالکي کي يتحدث عنهما وانما ستسبق أخبارها أي تصريح للمالکي بهذا الخصوص.