الجمعة,29مارس,2024

المؤتمر السنوي العام للمقاومة الإيرانية 2023

المؤتمر السنوي2023

مريم رجوي الرئيسة الجمهورية لإيران المستقبل

مريم رجوي

اجتماع إيران حرة 2023: إلى الأمام نحو جمهورية ديمقراطية

المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية

ماتثير الإعجاب بشأن مجاهدي خلق

المحافظة رقم 36

كوردستان -سهى مازن القيسي : في مقالنا السابق الموسوم(السيناريو السوري في الانبار)، أکدنا بأن التصعيد المفتعل في الانبار من جانب رئيس الوزراء نوري المالکي، انما تهدف في الاساس الى إستنساخ السيناريو السوري في الانبار عبر جعل القاعدة ممثلة بداعش طرفا في النزاع الدائر هناك، وان سيطرة داعش على الفلوجة و إعلانها إمارة إسلامية، هو أحد منعطفات ذلك السيناريو الخطير الذي يطبق الان على الارض في الانبار.

في سوريا، وبعد أن ضاقت السبل بالنظام وصار مهددا بخطر السقوط، لم يکن أمام هذا النظام و حليفه النظام الايراني سوى التشبث بأية وسيلة من أجل بلوغ غايتهم بتدارك السقوط، فکانا إن إستقدما و بطرق ملتوية(هم أکثر العالم خبرة و دراية و ممارسة بشأنها) التنظيمات المتطرفة التابعة للقاعدة و جعلاه طرفا في النزاع، مما دفع المجتمع الدولي لکي ينأى بنفسه عن تقديم الدعم الفعال للشعب السوري خوفا من تفاقم خطر التنظيمات الاسلامية المتطرفة هناك، وکما نرى فإن نوري المالکي و بعد أن عجز عن معالجة الازمة في الانبار و لم يستجب للمطالب المطروحة من قبل أهاليها، وبعد أن وجد أن هناك إمتعاضا دوليا لتجاهله تلك المطالب، ولأن العراق على أبواب الانتخابات و حظوظه فيها قليلة جدا لأنه لم يجلب طوال حکمه غير الرشيد إلا المصائب و الويلات للعراقيين، فإنه أراد ضرب أکثر من عصفور بحجارة واحدة(من خلال إستقدام داعش للأنبار)، فهو يحقق من خلال ذلك النقاط التالية:
ـ يلفت أنظار العالم الى أن الخطر هناك يأتي من القاعدة وان الاعتصامات مدبرة من قبلها ولذلك لابد من ضربها بيد من حديد وان يساعده المجتمع الدولي من أجل تحقيق ذلك الهدف.
ـ دخول المالکي في‌ صراع دموي مع داعش في الانبار يعني إستحالة إجراء الانتخابات في هکذا أجواء مضطربة مما يتطلب تأجيلها خصوصا وان هناك تقارير تشير الى أن الصراع قد وصل الى بغداد، وهو هدف بالغ الاهمية للمالکي إذ أن تأجيل الانتخابات يعني أن يستغل فترة التأجيل و تحقيقه أثناء ذلك ثمة مکسب(قد يکون الانتصار على داعش و طرده من الانبار)، وبذلك سيعود کبطل وطني يمکن وضع الثقة فيه!
قبل أربعة أسابيع، وعشية زيارة المالکي الى طهران و التي قدم خلالها کل مالديه للنظام الايراني في سبيل دعمه للبقاء لولاية ثالثة، فرضت شروط عديدة على المالکي کان من بينها ضرب التيارات العراقية المعارضة لنفوذ هذا النظام في العراق، ولأن هناك قاعدة رفض قوية بوجهه في الانبار و في اقليم کردستان، فقد بدأ من الانبار ومن الواضح جدا أن خروجه ظافرا بحسم الموقف في الانبار من خلال الاوضاع المفتعلة التي إختلقها بمساعدة النظام الايراني، فإن الدور سيأتي لاحقا ضد الاکراد، وبطبيعة الحال، فإن المالکي ومن خلال هکذا اجواء ملبدة و مياه عکرة سيسعى الى تمهيد الارضية لتوجيه ضربة قوية أخرى للمعارضين الايرانيين في مخيم ليبرتي(خصوصا وانه يأتي على رأس الشروط المفروضة على المالکي)، وبإختصار فإن المنتظر وقبل أن يعلن المالکي رئيسا للوزراء لولاية ثالثة و بعد أن يحسم الموقف في الانبار و يقوي موقف ضد اقليم کردستان، فإن الاوضاع في العراق ستتخذ منحى و إتجاها آخرا قد تجعله المحافظة 36 التابعة للنظام الايراني بعد المحافظة رقم 35 المسماة سوريا!