المستقبل العربي – سعاد عزيز : اخيرا و بعد کل القيل و القال و الاخذ و الرد و النفي القاطع من جانب حکومة نوري المالکي بشأن عدم تواجد الرهائن السبعة من سکان معسکر أشرف الذين تم إختطافهم في الاول من أيلول/سبتمبر2013، بقبضتها، أفادت وکالة أنباء(إيرنا)الرسمية التابعة للنظام الايراني يوم الاربعاء 25 کانون الاول/ديسمبر الجاري نقلا عن”مسؤول عراقي مطلع”،
في بغداد ان جثمان نيكنام (محمد راتبي) احد الرهائن الـ7 الذين قد تم اختطافهم يوم الاول من ايلول/ سبتمبر من اشرف لدى الحكومة العراقية في بغداد الى جانب الضحايا الآخرين، ووصف المسؤول المذكور «نيكنام» بانه خبير ستراتيجي للمجاهدين.
هذا الاعتراف يأتي بعد إصرار ملفت للنظر من جانب حکومة المالکي بشأن عدم تواجد المختطفين بقبضتها، وقبل ذلك تأکيدها على عدم قيامها بأي هجوم على معسکر أشرف وانها لاتعرف شيئا عن الذي دار في 1/9/2013، يثبت مرة أخرى مصداقية و حقيقة و واقعية کل التصريحات و المواقف الصادرة من جانب المقاومة الايرانية بشأن ذلك الهجوم الضاري الذي حدث في معسکر أشرف و أسفر عن أکبر مجزرة دموية بتأريخ هذا المعسکر.
خلال متابعتنا و تغطيتنا المستمرة لقضية هجوم الاول من أيلول/سبتمبر الماضي على معسکر أشرف، وتسليطنا الاضواء على التناقضات و التضاربات المفضوحة في التصريحات و المواقف الصادرة من جانب حکومة المالکي بشأن ذلك، فإننا أکدنا و بإصرار على أن هذا الهجوم و کل ماقد أسفر عنه انما يتحمل مسؤوليته النظام الايراني و حکومة المالکي بإعتبارهما شريکين مکشوفين في إرتکاب هذه الجريمة، وأکدنا بأن إصرار حکومة المالکي على النفي المستمر انما لاأهمية و إعتبار له على أرض الواقع في مقابل الکم الهائل من الادلة و الحقائق المطروحة من جانب المقاومة الايرانية وفي نفس الوقت يضع مسؤول کبير في الخارجية الامريکية أعلن خلال إستماع في اللجنة الفرعية للشرق الاوسط في لجنة العلاقات الخارجية بالكونغرس يوم 13 تشرين الثاني/ نوفمبر قائلا: ” لا نستطيع ان نحدد مكان هؤلاء بالضبط… وهؤلاء الـ7 غير موجودين في العراق “، في موقف لايحسد عليه، إذ أن هذا التصريح يثبت بأن هؤلاء الرهائن السبعة هم کانوا و لايزالون بقبضة حکومة المالکي، رغم أن هذا الموقف الامريکي هو بالاساس موقف يتسم بالتغابي و تصنع و إفتعال الجهل ازاء قضية واضحة وضوح الشمس في عز النهار.
الاعتراف الاخير هذا لما سمته وکالة”إيرنا” بالمسؤول العراقي المطلع، انما يزيح الستارة عن واقع جريمة بشعة ضد الانسانية إرتکبها النظام الايراني عبر إستخدامه لحکومة نوري المالکي التابعة له و المؤتمرة بأمره، خصوصا وان الايام السابقة قد شهدت تلك الزيارة الخاصة للمالکي لطهران إشتراطا خاصا من جانب النظام الايراني من أجل دعمه لولاية ثالثة بعد أن بات وجها غير محبوب في العراق و غير مرحب به إقليميا و دوليا، وان هذا الاشتراط الذي يمکن إعتباره مخططا جديدا يستهدف المعارضين الايرانيين، سوف ينجم عنه مستقبلا فيما لو تم تفعيله على الارض، جرائم أخرى ضد الانسانية ترتکب في مخيم ليبرتي، واننا نعتقد بأنه و بعد هذا الاعتراف الاکثر من واضح يجب العمل و بجد من أجل کبح جماح النظام الايراني و قطع الطريق عليه في حملاته اللاإنسانية التي تستهدف هؤلاء المعارضين، وان الولايات المتحدة بحد ذاتها تتحمل القسط الاکبر و الاوفر من المسؤولية و عليها أن تفي بإلتزاماتها و لاتعتقد بأن تجاهلها و تغاضيها عن هذه المسألة سوف يکون مفيدا لها في المستقبل.