الجمعة,29مارس,2024

المؤتمر السنوي العام للمقاومة الإيرانية 2023

المؤتمر السنوي2023

مريم رجوي الرئيسة الجمهورية لإيران المستقبل

مريم رجوي

اجتماع إيران حرة 2023: إلى الأمام نحو جمهورية ديمقراطية

المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية

ماتثير الإعجاب بشأن مجاهدي خلق

رژيمايران: أحمدي نجاد.. وسياسة التطهير الأكاديمي

ايران: أحمدي نجاد.. وسياسة التطهير الأكاديمي

Imageما هي واجبات المؤمن الحقيقي في أول ليلة لدفنه؟ كيف نال آية الله دست ـ غيب الشهادة؟ ما اسم الأسد الذي بكى فوق جثة الشهيد الحسين في صحراء كربلاء؟
هذه هي بعض الأسئلة التي يجب على الشبان الإيرانيين أن يجيبوا عنها، قبل قبولهم في التعليم العالي.
وهذا النظام الجديد للمقابلات هو جزء من مشروع وضع أسسه الرئيس محمود أحمدي نجاد لـ«تطهير» التعليم الإيراني العالي، مما يعتبره «التأثير الملوث للكفرة». .

حيث قال إنه يريد خلق «جامعة إسلامية حقيقية».
ولعل المرء يتساءل لماذا لم تفعل الجمهورية الإسلامية التي تأسست قبل 28 عاما، ذلك حتى الآن.
فخلال ربع القرن الأخير تخرج أكثر من 10 ملايين إيراني، بمن فيهم أحمدي نجاد من 170 جامعة ومعهدا عاليا في إيران. فهل علينا أن ننظر إليهم باعتبارهم نتاجا لـ«ثقافة الغرب الشيطانية»؟
يشير الرئيس الراديكالي إلى سياسته الخاصة بـ«التطهير الأكاديمي» باعتباره «الثورة الثقافية الإسلامية الثانية».
فالثورة الأولى اطلقت عام 1980 على يد الخميني الذي أغلق كل مراكز التعليم العالي لمدة عامين. وتم تأسيس لجنة لـ«تطهير» الجامعات. ومن ضمن أعضاء اللجنة كان «المرشد الأعلى» الحالي علي خامنئي والرئيس الأسبق هاشمي رفسنجاني والرئيس السابق محمد خاتمي. وكان أمينها العام عبد الكريم سورش، الذي اعتبر لاحقا بأنه «مارتن لوثر الإسلام».
وطهرت اللجنة أكثر من 6000 استاذ ومحاضر جامعي، وهي بذلك قامت بتدمير المؤسسة الأكاديمية الإيرانية. وتم إعدام عشرات من الأكاديميين، بينما هرب مئات منهم إلى المنفى. أقصت اللجنة ايضا آلاف الطلاب اثرت اتهامهم بالفوضوية أو الماركسية، كما انها راجعت وأعادت كتابة عشرات الكتب كي تتماشى مع الأيديولوجية الخمينية.
عندما اعيد فتح الجامعات بعد عامين حاولت اللجنة ملأها بالطلاب والمحاضرين المتعاطفين مع الخمينية، وذلك من خلال تخصيص مقاعد لأعضاء الحرس الثوري وأبناء العائلات التي يعتقد انها موالية للنظام.
يضاف الى ما سبق ان اللجنة أعدت قائمة سوداء لمؤلفين وكتّاب، معيدة الى الأذهان أسوأ أيام محاكم التفتيش في اوروبا القرون الوسطى. جنون الرقابة، التي تشرف عليها وزارة الإرشاد الاسلامي والثقافة، وصلت قمة جديدة هذا الاسبوع، عندما حظرت نشر مذكرات جديدة لرفسنجاني.
إلا ان ما يزيد على عقدين من حملات العزل و«التطهير الثقافي» لم تمنع الجامعات الايرانية من أن تصبح معاقل معارضة للأيديولوجية الخمينية.
خلال رئاسة خاتمي، شهدت ايران اوسع وأطول ثورة طلابية في تاريخها. وكان خاتمي قد سحق ثورة الطلاب مستخدما الحرس الثوري الذي قام أفراده بحملات اعتقال وفصل جماعي طالت آلاف الطلاب.
أطلق احمدي نجاد ثورته الثقافية الثانية العام الماضي بتعيين رجل دين شبه امي مديرا لجامعة طهران، وهي أول مرة يجري فيها تعيين رجل دين في إدارة أعرق وأكبر مركز للتعليم العالي في ايران.
ويرى غلام حسين حداد ـ عادل، المتحدث باسم مجلس الشورى، برلمان إيران الاصطناعي، ان «اعداء الاسلام يستهدفون الجامعات محاولين تشجيع الإصلاح».
ومن الواضح ان الطبقة الحاكمة تشعر بالتوتر بخصوص ما يمكن حدوثه في الجامعات عندما تبدأ الدراسة هذا الشهر.
وعملية التطهير التي امر بها احمدي نجاد، بدأت في شهر يوليو الماضي بتغيير 20 من عمداء الكليات. وفي كل حالة تم تعيين شخص من اعضاء الحرس الثوري، بدلا من شخصية اكاديمية.
وطبقا لتقارير، فإن عشرات من الاساتذة الجامعيين والمحاضرين ابلغوا ان خدماتهم لم تعد مطلوبة. وتشمل قائمة الاساتذة المطرودين العديد من الافراد الذين خدموا من قبل في المجلس الاسلامي او في حالتين كوزراء في وزارت قبل وصول احمدي نجاد للسلطة.
وفي ذات الوقت، جرى اعتقال عشرات من الاكاديميين، بمن فيهم بعض الذين عادوا من مؤتمرات علمية في الخارج. ومن بينهم البروفيسور حسين بشرييه سعد شاهنده وهادي سامتثي.
وقد قبض على عدد غير معروف من الطلاب في جميع انحاء البلاد. ففي تبريز عاصمة اقليم اذربيجان، تم القبض على جميع اعضاء اتحاد الطلاب وعددهم سبعة، واخذوا الى جهة غير معلومة في الشهر الماضي. وادعت اسرة اثنان من الطلاب وهما غوشتاسب وثقي ومحمد اصلاني انهما ربما ماتا بسبب التعذيب. وفي طهران اختفى اكثر من 150 طالبا ناشطا في الأسابيع الأخيرة.
وفي إطار عملية التطهير، جرى اغلاق 30 كلية خاصة وصادرت السلطات ودائعها. كما يجري التحقيق في 13 كلية خاصة اخرى. ويمكن ان يؤثر ذلك على 100 الف طالب سيجري تعطيل دراستهم.
وقد تولت قوة خاصة من الحرس الثوري يطلق عليها اسم لواء عاشوراء بقيادة الجنرال قاسم كارغار، مهمة «ضمان المناخ السلمي في مراكز التعليم العالي»، في اطار حملة لضرب أي احتجاج في المراكز العلمية.
كما تم انتشار حرس مسلح في مراكز التعليم العالي الذي كان مسؤولا لتطبيق الالتزام بقوانين ارتداء الزي الاسلامي الصادرة في العام الماضي، لمنع انتشار المظاهرات.
وقد يكون «تطهير» الجامعات عبر عمليات الطرد والاعتقال سهلا بالنسبة لحكومة مستعدة لاستخدام القوة ضد المدنيين العزل. غير أنه عندما يتعلق الأمر بمحتوى التعليم فإن الأمور ليست بالبساطة التي قد يتمناها راديكاليو طهران.
ويزعم تقرير معد لأحمدي نجاد، الى أن ما لا يقل عن 40 في المائة من الكتب الدراسية المستخدمة في الجامعات الايرانية لا تخضع للدوغما الخمينية. ومشكلة السلطات هي أنها ابعدت النخبة الايرانية المثقفة.
وليس هناك كاتب أو أكاديمي أو عالم ايراني مهم مستعد للاسهام في ما يسمى «الثورة الثقافية الاسلامية». ولم تثر المساعي الرامية الى العثور على شخص ما، مستعد لتقديم حلقة دراسية حول «فلسفة» الخميني المفترضة، سوى السخرية بين المثقفين الذين جرى الاتصال بهم للقيام بالمهمة. وبعد اشهر من الجهود الهادفة الى اعداد كورس خاص عن نفي احمدي نجاد للهولوكوست، لم تنتج اللجنة المكلفة المهمة سوى كراسة صغيرة تتألف كلية تقريبا من ترجمات من كتاب غربيين «ينكرون حدوث الهولوكوست».
وإيران اليوم هي مجتمع تعتبر قوة «عضلاته» في حرب ضد قوة «عقله».
ويقول هداد ـ عادل إن الجمهورية الاسلامية، يجب أن تمنع «الأفكار الخطرة».
ولكن من الذي يقرر ما هو الخطر؟
في الحقيقة ان الدور المركزي للجامعة هو السماح للأفكار الخطرة بالتعبير عن نفسها وتقييمها مقابل الأفكار الأخرى. ان فرض فكر رسمي وأفكار ملفقة مسبقا، يناسب بصورة افضل معسكر اعتقال وليس حرما جامعيا.
وفشلت «الثورة الثقافية الاسلامية» الأولى في اخضاع أجيال من الايرانيين الى غسيل أدمغة جماعي باسم التعليم. وستفشل الثانية أيضا. ان احدى الخصائص القومية للايرانيين هي الفضول، والميل الى الأفكار المختلفة والخطرة