
المشکلة أن روحاني الذي يتظاهر أمام المجتمع الدولي بأنه جاد کل الجدية في معالجة الملفات العالقة مع المجتمع الدولي و على رأسها الملف النووي، واظبت المقاومة الايرانية على الطعن بمصداقيته و التشکيك بها و لئن کانت تستشهد بماضي الرجل العريق في مجال خدمة النظام الايراني و انه کان يشغل منصبا بالغ الحساسية و الخطورة لمدة 16 عاما، لکنها و بتقديمها للمعلومات الجديدة هذه تمهد الطريق رويدا رويدا لسحب البساط من تحت أقدامه و إرجاعه الى مابعد المربع الاول.
المشکلة الاخرى التي واجهها روحاني هي ان تصريحه بشأن الحريات المتاحة للمواطنين الايرانيين و خصوصا بمتابعة القنوات الفضائية و کون هناك فضاء متاح لهم في الوقت الحاضر، تم دحضه بتلك الحملة الکبيرة التي قام بها الحرس الثوري في مدينة شيراز(من کبريات المدن الايرانية)، قبل أيام حيث تم تحطيم المئات من الاطباق اللاقطة بواسطة الدبابات و السيارات المصفحة، والانکى من ذلك انه و خلال يومين فقط من تواجد روحاني في نيويورك قد قامت السلطة القضائية للنظام بإعدام 22 مواطنا إيرانيا، ناهيك عن أن أکثر من 200 آخرين قد تم إعدامهم منذ مجئ روحاني، ومن البديهي جدا أن تکون هذه الامور محط إهتمام و متابعة و تدقيق من جانب المفاوض الغربي الذي يسعى جهد إمکانه لتمحيص مزاعم روحاني و التأکد من مصداقيته، لکن المشکلة الاهم و الاکبر من ذلك هي أن الذي وعد و اخلف ليس لمرة واحدة وانما لمرات و مرات کما هو الحال مع روحاني، بإمکانه أن يخلف مرات و مرات أخرى، والسؤال هو: الى أي حد وکم من الوقت يمکن أن يستمر المفاوض الدولي مع رجل لاوعد له؟