الرئيس الجديد حسن روحاني الذي يخوض غمار مسعى خاص من أجل نزع قناع الشر والارهاب عن وجه نظامه، يحاول من خلال عرض تصريحات ومواقف فضفاضة وبراقة على المسرح الدولي والاقليمي أن يزرع الثقة والاطمئنان في قلوب ونفوس دول وحکومات العالم مؤکدا بأنه بالامکان نزع أنياب الذئب ومخالبه، لکنه لايدري بأن مشکلة الذئب ليست في أنيابه ولا مخالبه وانما في طباعه التي لايمکن أن تتغير طالما هو على قيد الحياة، ولکن وعلى ما يبدو فإن العالم کله يتابع عروض روحاني رغم مشاعر اليأس المتأصلة فيه لأن روحاني وبفرض مصداقيته (المستحيلة)، فإنه ليس بصاحب القرار الحاسم والاخير، وانما هو مجرد دکان متنقل في الاسواق السياسية ومهمته العرض وجذب الزبائن وإشغالهم بخفة يده وحلاوة لسانه.
نظام دمشق الذي يحاول إستغلال فسحة الکيمياوي لکي يلتقط أنفاسه، فيقوم بعرض بضاعات أقل ما يقال عنها رديئة وسخيفة الى أبعد الحدود، ولاسيما عندما ينزل به المستوى الى حد إستغلال براءة الاطفال فيقوم بالزعم من على تلفزيونه البائس أن طفلا قد ارتکب جرائم بفعل تأثيرات محددة عليه، وهو بذلك يريد القول بأن الطرف الاخر أي المعارضة السوري لنظامه تمثل وتجسد طرف الشر والباطل، فيما يمثل نظامه طرف الخير والحق، لکن الذي يمکن قراءته من خلال هذا العرض البليد والذي سخر العالم کله منه، هو أن النظام يسعى للإلتفاف على الهجمات الاعلامية والسياسية للمعارضة والتي باتت تحرجه کثيرا على الصعيد الدولي فيحاول ومن خلال هکذا أراجيف وأضاليل مواجهة الموقف وإضفاء بعض الرتوش على صورته البشعة.
النظام الايراني، الذي يمتلك خبرة وباعا طويلا في مجال تشويه وتحريف وقلب الحقائق ولاسيما فيما يتعلق بالقوى المعارضة له، يجب أن نعلم بأنه يقف کل العروض الخائبة للنظام السوري في سبيل ضخ أکوام من المعلومات المضلة والکاذبة الى الرأي العام، تماما کما فعل مع منظمة مجاهدي خلق والتي وصل معها الى حد قيامه بإجراء تفجيرات في الاماکن العامة والمساجد والقيام بعمليات تصفيات وإغتيالات وإلصاقها کلها عبر مسرحيات مفبرکة ومختلقة بالمنظمة، وان اللعبة نفسها يحاول النظام الايراني استنساخها على الصعيد السوري، لکن غباء النظام الايراني تکمن في نقطة مهمة هي أن مخططه المشبوه بشأن منظمة مجاهدي خلق قد بدأ يفتضح ولم يعد هناك من يرضى بتصديق المزاعم والادعاءات المختلفة بشأنها بل وحتى على العکس تماما فقد بدأ العالم يجرب بأن يستمع الى المنظمة وقد وجد أکثر من فائدة في ذلك، في حين انه لم يجني من اصغائه للنظام الايراني سوى هدر الوقت والزمن والدوران في حلقة مفرغة، وان مسعى النظام الايراني على المسار السوري بنفس الاتجاه سوف لن يکون له أية نتيجة او فائدة والسبب الاهم وراء ذلك يکمن في أن الصورة و الوضع الحالي للنظام السوري لا تؤهله أبدا لکي يبدو في مظهر الحمل ذلك أن ماضيه وحاضره الدموي والوحشي يکفي للتشکيك بکل مايزعمه عن معارضيه.
سوق عکاظ دمشق و طهران، هو أبرز مثال ونموذج للاسواق بالغة الرداءة وذات البضائع المستهلکة والسامة وغير الصالحة للعرض مطلقا، هي من المحاولات الفاشلة الاخرى التي يقوم بها النظامان وخصوصا النظام الايراني من أجل الخروج من عنق الزجاجة التي هي بالاساس في طريقها للإنکسار!