
روحاني الذي بدأ مسعاه من أجل إخراج نظامه من أزماته الخانقة و توفير ثمة فرصة سانحة له کي يلتقط أنفاسه، يحاول جهد إمکانه الايحاء بأنه بإمکان نظامه أن يکون عامل سلام و أمن و استقرار في المنطقة و يريد ولأجل إثبات هذا الامر أن يبدد المخاوف بشأن البرنامج النووي للنظام، کما انه يحاول أيضا الايحاء بأن الامور المتعلقة بحقوق الانسان و الحريات العامة، مکفول في ظل نظامه ولاداع للقلق بشأن ذلك، لکنه و عند الامعان و التدقيق في مزاعمه التي يطلقها بصورة غير مألوفة منذ إنتخابه في حزيران المنصرم، نجد أن هناك تناقضا و تضاربا فاحشا بين إدعائاته و بين ماهو موجود على أرض الواقع.
منذ مجئ روحاني الى السلطة، تم تنفيذ حکم الاعدام بأکثر من 200 مواطن إيراني، وان التقارير الواردة من داخل النظام تؤکد بأن التعذيب بأبشع أنواعه مستمر في السجون وان النظام لايزال يضيق الخناق على الحريات و لايسمح بأي نشاط يشم منه رائحة الاعتراض، بل وحتى ان هذا النظام قد أقام في مدينة شيراز مهرجانا لتحطيم الاطباق اللاقطة للقنوات الفضائية بواسطة الدبابات و المدرعات في الوقت الذي کان روحاني يدعي انه في إمکان المواطن الايراني متابعة القنوات الفضائية، هذا بالاضافة الى أن روحاني لايوضح لماذا يستمر نظامه في إرتکاب جرائمه و مجازره بحق المعارضة الايرانية المتمرکزة في العراق من سکان أشرف و ليبرتي و التي کان آخرها المجزرة الکبرى في أشرف و التي راح ضحيتها 52 و تم إختطاف 7 آخرين، وان نظامه إذا کان هذا تصرفه مع معارضة خارج إيران فکيف بحال من يعارض داخل إيران؟
حبل الکذب البراق الذي يتمسك به روحاني، من المؤکد جدا انه ليس بذلك الطول الذي يسمح له بالاستمرار بالتمويه طويلا، انه حبل قصير و قصير جدا!