
هؤلاء الرهائن الذين بات العالم کله يدري بقضيتهم و يدرك الخطر الذي يهدد حياتهم، ليس في إمکان حکومة نوري المالکي أبدا لفلفة قضيتهم و جعلها بعيدة عن الانظار بالسهولة التي تعتقدها، لأن المعلومات الاولية الموثقة و ماترشح بعد ذلك من معطيات، لاتترك مجالا للشك من أنهم لايزالوا في يد السلطات العراقية وان کل المساعي و المحاولات المبذولة من أجل تضليل المتتبعين لأثرهم انما هي من دون جدوى لأن لغة الارقام و الادلة أکبر بکثير من لغة الضباب و الغموض.
الذي يبعث على القلق و التوجس، هو أنه و في يوم الاثنين 30 ايلول/ سبتمبر و بموجب معلومات موثقة، قام أحد عناصر قوة القدس الايرانية باستجواب الرهائن وهددهم بأن يقبلوا العودة الى ايران مؤکدا لهم أنه في ايران لا تحدث أي مشكلة لهم. وان هذا الامر يزيد من المخاوف على مصير هؤلاء الرهائن و آفاق المستقبل بشأنهم، مما يستدعي بالضرورة تحرکا دوليا جديدا من أجل إيجاد حل لقضيتهم من خلال الافراج السريع عنهم و الذي لايتم إلا بممارسة الضغط المکثف على حکومة المالکي و إجبارها على الرضوخ لمنطق الحق و الکف عن إلحاق الاذى و الضرر بحياة و ارواح هؤلاء الرهائن.
ان الحقيقة التي تأکدت للعالم من خلال المعلومات الموثقة بشأن هؤلاء الرهائن، لهي أکبر بکثير من سياسة المماطلة و اللف و الدوران التي تتبعها حکومة المالکي و التي في النتيجة لاتقود الى أي حل منطقي و عقلاني للقضية.