الجلاد الذي يأخذ شکل و مظهر نظام سياسي، يتجلى في عصرنا هذا بأجلى صوره في نظام الدکتاتور بشار الاسد، ذلك أن نيرون الذي رموه بالجنون لأنه أحرق روما و هو يعزف، غير هذا الطبيب الدموي في دمشق المغرق في سادية فريدة من نوعها، إذ ان هذا الطبيب يؤکد الجميع على أنه بکامل قواه العقلية، لکنه مع هذا يجلس على أکوام من جماجم و جثث أبناء الشعب السوري و يجري حفلة عيد ميلاده وکأن سوريا بألف خير ومن دون أن ينتابه ولو نزر يسير جدا من الخجل، هذا الجلاد، بصحبة ذلك الضربان يقفان في حضرة الدب الروسي و يعهدا إليه بعملية السمسرة في الازمة التي يجبن أمامها اوباما الديمقراطي و يحاول تبرير جبنه و تردده بشتى العلل و الاعذار الواهية التي وفي واقع أمرها تمس کرامة و إعتبار الولايات المتحدة نفسها.
النبش في أکوام الاسلحة الکيمياوية التي بالاساس جاءت کلها من بلاد السمسرة و المتاجرة بدماء الشعوب، روسيا البوتينية، و مايشاع عن بذل المساعي لإتلافها، هي نکتة أسخف من السخافة ذاتها، خصوصا عندما يقولون بأن عملية إتلافها تستغرق أکثر من سنة، وهو مايعني ضمنا فرض فرانکشتاين دمشق الدموي لعام آخر رغم أنف الجميع، وبالتالي سد کافة الطرق و المنافذ التي تؤدي الى إصطياد الضربان المتلون الذي کان قبل أسابيع يحبس أنفاسه من فرط ذعره و هلعه، لکنه اليوم يخرج بملء إرادته الى عقر دار الصياد الامريکي لکي يلعب و يمرح هناك کما يشاء، وفي أثناء ذلك يحدثنا طويل العمر اوباما عن السلام و الامن و الاستقرار العالمي و عن الامل الکبير بإمکانية تحسين هذا الضربان و
جعله من دون على أمل أن يعاد تأهيله تماما کما فعل سلفه غريب الذکر کلينتون عندما أراد إحتواء هذا الضربان و إعادة تأهيله لکنه وفي النتيجة کان أمره مثل المثل العراقي الدارج(لاأبو علي و لا مسحاته)!
الجرح السوري العميق و ذلك النزيف السوري الاستثنائي، يستمر بکل أبعاده و جوانبه المؤلمة من أجل عدم إصطياد ذلك الضربان اولا و من أجل بقاء سوريا کموطئ قدم أخير للسمسار الروسي الذي سحبوا معظم أبسطة المنطقة من تحت أقدامه، لکن، هل سيکتب النجاح لهکذا معادلة خشبية تسعى لجعل الجلاد بطلا في النهاية و لإبقاء الضربان ينفث بروائحه يمنة و يسرة رغم أنف الجميع؟