
الرئيس الامريکي اوباما الذي يحاول جهد إمکانه إيجاد الحلول و المعالجات للمشاکل و الازمات الاقليمية و الدولية(وفي مقدمتها الملف الايراني)، بأقل جهد أمريکي و دولي ممکن، لاغرو من أنه جذل و يرقص قلبه طربا لعروض و مشاريع روحاني التي يوزعها يمينا و يسارا، وهو محق جدا في ذلك کأي رئيس او زعيم يريد تجنيب شعبه و العالم تبعات و نتائج مأساوية أکبر، لکن، مشکلة الرئيس اوباما الرئيسية تتجلى في نقطة مهمة جدا تتعلق بالطرف الاخر الذي يتعامل معه، ذلك الطرف الذي طالما حقق نجاحا کبيرا في لعبة إستغلال الوقت و توظيفه لصالح أجندته و أهدافه، والذي يجب الانتباه إليه هنا و بدقة هو ان الرئيس الحالي لإيران أي روحاني، قد کان عراب النظام الايراني طوال 16 عاما في عملية خداع و تضليل المفاوض الدولي بشأن البرنامج النووي للنظام، بل وأن روحاني قد”تفاخر”و”تنافح”أمام قادة النظام بموفقيته في خداع المجتمع الدولي و تمرير المشروع النووي وفق نوايا و مرام النظام.
الافکار و الطروحات الوردية التي يطرحها روحاني على الصعيد الدولي، والتي يبدو أن الرئيس الديمقراطي اوباما قد فتن و إنبهر بها، لايمکن أن تتسند على أرضية واقعية و عملية من دون أن يتم شفعها بإجراءات مماثلة بشأن حرية و ديمقراطية الشعب الايراني المکبل في قيود و أغلال الاستبداد الديني الصارم، ولئن حاول روحاني من خلال ممارسات و إجراءات سطحية و شکلية أن يموه على هذا الامر، لکن من واجب الرئيس اوباما و المجتمع الدولي الانتباه جيدا الى المخطط الذي يهدف روحاني الى تنفيذه بمنتهى الهدوء، والترکيز على أن الاصلاح و الاعتدال الحقيقي يعني توفير الارضية المناسبة للشعب الايراني للتعبير عن حريته و إرادته، وفي نفس الوقت الکف عن اسلوب تصفية المعارضين بطرق و اساليب تثير سخط و إستهجان المجتمع الدولي کما حدث في معسکر أشرف في الاول من أيلول الجاري!