وكالة سولا پرس- محمد حسين المياحي : بعد الاخفاقات و التراجعات الکبيرة التي لحقت بنظام الملالي على الاصعدة الداخلية و الاقليمية و الدولية، وبعد أن وصل بهم الامر الى مفترق حاسم يمکن أن يقود بالنظام الى الهاوية، يحاول النظام الاعداد لآخر هجمة مضادة له على الصعيد الدولي من أجل ضمان بقاءه و استمراره لإشعار آخر.
الهزائم السياسية و الاقتصادية و المشاکل الاجتماعية التي تنخر بالنظام و تعبث بالاسس و القوائم التي يقوم عليها، دفعته نحو ظروف و اوضاع وخيمة جدا الى الحد الذي صار يستجدي النجاة و الخلاص بأي ثمن کان، والذي يثير السخرية أن مرشد النظام المعروف دمويته و قسوته و عنفه و حبه و ولعه بالبطش و الارهاب، ينادي هذه الايام بالمرونة السياسية و يدعو الحرس الثوري للإبتعاد عن السياسة وکأن هذا الحرس قد تدخل السياسة و الاقتصاد الايراني من تلقاء نفسه ومن دون ضوء أخضر من خامنئي نفسه، وان العالم کله يعرف جيدا أن الحرس الثوري محسوب على مرشد النظام دون غيره، لکن خامنئي الذي يعرف جيدا أين وصل نظامه و کيف أن هيبته و شوکته قد ضاعت و إنکسرت تماما، يريد من خلال مناورته المکشوفة هذه القفز على الحقيقة و إيجاد فرصة جديدة لإستمرار النظام. التنازلات الجديدة التي عرضها روحاني، والتي هي بالاساس مخطط سياسي جديد للنظام على الصعيد الدولي من أجل الخلاص من الازمة الخانقة الحالية له و العبور الى ضفة الخلاص، وخصوصا وان المعارضة الايرانية و في مقدمتها منظمة مجاهدي خلق تحقق تقدما کبيرا و ملفتا للنظر على مختلف الاصعدة و تسجل لها حضورا غير مسبوقا في مختلف الميادين، وهو مايشکل إحراجا بالغا للنظام و يدفعه لزاوية حرجة جدا، سيما وان نظرنا في جريمته المنکرة الاخيرة التي إرتکبها بحق سکان أشرف في الاول من أيلول الجاري و التي أدانها المجتمع الدولي و لازالت تخضع للتدقيق و الاستجواب و المسائلة من جانب الجهات الدولية المعنية، وهو دفع النظام للتيقن من أن هناك نتائج عکسية بإنتظاره خصوصا وان إرتکابه لهذه الجريمة يقترن بإرتکاب النظام السوري لجريمة غوطة دمشق و الاحتمال الذي لازال قائما بتوجيه ضربات عسکرية لدمشق بعدما صدر التقرير الاممي الذي أدان کما يظهر وفي خطه العام النظام السوري، وبناءا على ذلك يمکن تفسير و تحليل و تبرير التنازلات العديدة التي بات نظام الملالي يقدمها الواحدة تلو الاخرى على أمل الخلاص من مقصلة التأريخ التي بإنتظاره. كلمات دليلية