
التطاول الاخير لنظام الملالي ضد سکان أشرف بدعم و مساعدة و تغطية حکومة نوري المالکي، عبر الهجوم الدموي الذي جرى في الاول من أيلول/سبتمبر الجاري، رغم انه يمثل حلقة من حلقات التآمر و المخططات المبيتة ضد سکان أشرف و ليبرتي، لکنه يتميز بثمة خصوصية تتعلق بالظروف و الاوضاع التي تمر بالنظام الايراني و کذلك بالتقدم غير العادي الذي حققه و يحققه سکان أشرف و ليبرتي من حيث إيصال قضية الشعب الايراني الى العالم کله، وان نظام الملالي الذي يتابع بقلق بالغ الاوضاع بالغة السوء لحليفه في الاجرام و الارهاب في دمشق حيث صار قريبا من نهايته الحتمية و زوال حکمه الدکتاتوري البغيض، فإنه يعلم بأن سقوط خطه الدفاعي الاقوى المتمثل بالنظام السوري يعني فتح بوابات نظامه على مصاريعها أمام الربيع الايراني الاکبر وان أحرار أشرف و ليبرتي يمثلون النخبة و الطليعة و القدوة الحسنة التي تقود الشعب الايراني بإتجاه تحقيق أهدافه، وفي هذه النقطة بالذات يکمن سر ذلك الهجوم و عنفه و قسوته و وحشيته المفرطة، وعلى الاغلب أن النظام ظن بأن اسلوبه الغادر هذا سوف يساهم بثني هؤلاء الاحرار عن معتقداتهم و مبادئهم و أهدافهم السامية، لکنه و مرة أخرى إصطدم بجبل الرفض و المقاومة و البطولة و الفداء.
لجوء نظام الملالي الى إختطاف 7 من سکان أشرف بعد أن قام قبل ذلك بقتل 52 آخرين بأساليب فظة و قاسية جدا لاتمت للإنسانية بصلة، يؤکد بأن هذا النظام قد بات يتخبط تماما في وحل أزماته و مشاکله المتفاقمة وصار لايرى رأسه من رجليه، وان توريطه لحکومة المالکي التابعة له في هذه القضية حيث تجد صعوبة في الخروج من مأزقها الحالي من جراء التصريحات و المواقف المعلنة المتضاربة بشأن المختطفين السبعة، يعني بأن هذا النظام لم يعد بوسعه تحمل ثقل المشاکل و الازمات و صار في أمس الحاجة للآخرين کي يورطهم في وحل مشاکله و أزماته النتنة، لکن، على نظام الملالي و صغيرهم نوري المالکي أن يعلموا بأن قضية أشرف و ليبرتي هي قضية حرية شعب، وقد صارت قضية دولية أکبر بکثير من مخططاتهم