
إنتخاب روحاني الذي أثيرت حوله الکثير من التساؤلات و سعى النظام الايراني بکل جهده الى إظهاره و کأنه مارتن لوثر عصره، وأثيرت حوله الکثير من الهالات بقصد لفت نظر الاوساط السياسية و الاعلامية إليه، لکن تکليفه بتحمل مسؤولية المفاوضات بشأن الملف النووي من جانب خامنئي ذاته، والذي کان فيما سبق بعهدة المجلس القومي الاعلى(الذي ترأسه روحاني بنفسه لمدة 16 عاما)، يعني أن هذا الرجل لازال بنظر و إعتبار النظام کما هو سابقا بل وحتى يمکن القول بأنه قد نال ثقة و حظوة أکبر من السابق عندما دفعوا بملف المفاوضات النووية خارج ذلك المجلس من أجله.
روحاني الذي صرح بعد تکليفه من جانب خامنئي بملف المفاوضات مع الغرب، أطلق تصريحا براقا يبدو أنه و النظام من خلفه يريد لفت الغرب بصورة خاصة و المجتمع الدولي بصورة عامة إليه، تصريح روحاني سارد الذکر، تضمن توجيه طلبا حذرا من الحرس الثوري بالابتعاد عن السياسة و الانصراف لشؤون الامة، على حد تعبيره، ويبدو جليا أن روحاني يريد من خلال هذا التصريح و تصريح آخر حساس يعرض من خلاله إستعداده لإغلاق مفاعل فوردو مقابل رفع العقوبات عن النظام، وان هذين التصريحين يمکن و ببساطة ربطهما ببعضهما و معرفة الغايات المبيتة من ورائها، إذ يبدو ان روحاني يريد ليس لفت الانظار الدولية إليه فقط وانما نيل ثقتها أيضا، فهو في عجلة من أمره لإتمام المهمة التي کلفه بها النظام وهو برتبة او منصب رئيس الجمهورية.
المقاومة الايرانية التي حذرت ومنذ الايام الاولى لمجئ روحاني من الانخداع ببريق المزاعم و الدعاوي الاصلاحية التي يحاول النظام الايراني إظهاره به، و سلطت الاضواء على ماضيه و سوابقه في خدمة النظام الايراني و کيف انه ولحد إنتخابه کرئيس للجمهورية کان ممثلا لمرشد النظام في المجلس القومي الاعلى للنظام و موضع ثقة النظام وحذرت المقاومة من أن المسألة برمتها عبارة عن محاولة مکشوفة من جانب النظام للتملص من العقوبات الدولية و تخفيف الضغط الدولي المتزايد على النظام، ولئن لم تأخذ بعض الاطراف بتحذيرات المقاومة الايرانية هذه، لکن التطورات الاخيرة و الذي يجري حاليا من مناورات مکشوفة من جانب روحاني و غيره وفي هذا الوقت الحساس، فإنها تهدف الى غاية و هدف خطير جدا وهو ترتيب الاوليات المتعلقة بمخطط النظام الجديد الذي يحاول من خلاله مجددا خداع المجتمع الدولي الى فترة أخرى، فهل سيرکض المجتمع الدولي خلف سراب روحاني بحثا عن ماء لاوجود له؟!