النظام الايراني الذي دأب على تمرير مخططاته ضد هؤلاء المعارضين المتطلعين لإسقاط النظام الاستبدادي و تنسم أجواء الحرية و الديمقراطية، وسعى دائما لإلقاء تبعاتها على الحکومة العراقية او(تنظيمات و جماعات شيعية عراقية)تابعة لها، وابقى نفسه دائما خارج الدائرة، لکن موقف المفوضية السامية لشؤون اللاجئين من خلال بيانها الاخير، اسقط ذلك القناع الوهمي عن وجه النظام الايراني و کشفه على حقيقته، وان الذي يکمن خلف عبارة(حياتهم ستکون معرضة للخطر في حالة إعادتهم قسرا الى إيران)، يفسر و يوضح دور النفوذ الواسع للنظام الايراني في العراق و الذي يبدو انه قد بات يتجاوز الحدود المألوفة و يتخطاها عندما يحاول إجبار الحکومة العراقية على إعادة لاجئين سياسيين معارضين له الى قبضته ليقوم بتصفيتهم من دون أن يأبه للقوانين و الاعراف الدولية و يفکر بأن عمله هذا هو خرق و إنتهاك للسيادة الوطنية للعراق.
ان المحاولات المستميتة التي دأب عليها النظام الايراني من أجل القضاء على معارضيه في معسکر أشرف و ليبرتي، هي بالاساس إمتداد لنهجه الدموي القمعي الاستبدادي الذي لايؤمن بالاخر و يصر على القضاء على کل معارض او إقصائه رغبة او رهبة، وبسبب من الاوضاع القلقة لحليفه في دمشق و الذي يشهد العالم کله الفصل الاخير من حياته، فإن النظام الايراني مستعجل جدا من أمره و يحاول المستحيل من أجل حسم ملف هؤلاء المعارضين وغلقه قبل أن يأتي عليه الدور، إذ أن سکان أشرف و ليبرتي بصورة خاصة و منظمة مجاهدي خلق بصورة عامة، يعتبرون بمثابة البديل السياسي ـ الفکري الجاهز للنظام، وهو الذي يرعب هذا النظام و يقلقه کثيرا، واننا نعتقد بأنه قد حان الوقت لکي يکون هناك موقف عربي رسمي من الذي يجري في العراق من جانب النظام الايراني بحق العراق بصورة عامة و بحق المعارضين الايرانيين في أشرف و ليبرتي بصورة خاصة، وان مثل هذا الموقف يخدم السلام و الامن و الاستقرار في العراق والمنطقة و العالم.