
ومن الغرابة بمكان أن الحكومة الأمريكية، التي اتفقت على بقاء هذه القوى بالعراق إلى حين توفير مكان آمن لها من جانب الأمم المتحدة في أي دولة من الدول تحترم اللاجئين إليها، لم تحرك حتى الآن ساكناً ولم تحتج على هذا القتل الواسع لجماعة مجاهدي خلق.
لقد كتبت قبل هذا عن جرائم ارُتكبت ضد أتباع مجاهدي في معسكر أشرف ومن جانب قوى الأمن والشرطة العراقية بذريعة دفعها لمغادرة العراق وأدنتها وأدانها الكثير من الناس بالعراق وفي الخارج. واليوم يعاود القتلة ارتكاب جريمتهم النكراء بقتل هذا العدد الكبير من الناس الأبرياء. إن من حق هذه المجموعة المناضلة ضد النظام الاستبدادي بإيران علينا جميعاً أن نرفع صوت الاحتجاج مطالبين المسؤولين بالعراق والأمم المتحدة بـ:
1. توفير الحماية الكاملة لجماعة مجاهدي خلق بالعراق إلى حين ترحيلهم إلى خارج البلاد وبالتنسيق مع الأمم المتحدة.
2. العمل من جانب الأمم المتحدة للكشف عن القتلة الذين تسببوا بموت 52 شهيداً والكثير من الجرحى والمقعدين من أتباع مجاهدي خلق في معسكر أشرف وتقديم المسؤولين إلى محاكمة عادلة، إذ لا يمكن الاعتماد على الخصم في التحري عن الحقيقة والكشف عن القتلة وإصدار الأحكام العادلة بحقهم، إذ إن الحكومة العراقية تعتبر هي الخصم الفعلي لهذه القوى نتيجة ارتباطها الطائفي بالحكم بإيران، ولا يمكن اعتمادها في الكشف عن القتلة الحاليين والسابقين.
3. تقديم التعويضات المالية لذوي الضحايا والجرحى والمعوقين من جانب العراق والأمم المتحدة.
4. العمل على توفير مناطق آمنة لهم في دول مستقرة ومستقلة عن سياسات دول أخرى، إذ من الصعب تأمين الحماية لهم في ظل الأوضاع الراهنة والحكم الطائفي الحليف لإيران بالعراق.
لا يمكن للحكومة العراقية أن تبرئ نفسها من هذه الجريمة ما لم تلتزم دولياً بالكشف عن القتلة المجرمين الذين مارسوا الإرهاب والقتل وتقديمهم للمحاكمة وإنزال الجزاء القانوني العادل بحقهم، وما لم تقدم الحماية الضرورية لهم أيضاً.
11/9/2013 كاظم حبيب