
النظام الايراني و الذي حاول عبر تدخله السافر في الشأن الداخلي السوري و إنحيازه الى جانب النظام الدکتاتوري من أجل إنقاذ الاسد و إعادة فرضه على الشعب السوري، يعلم العالم کله انه قد تورط و بشکل غير عادي في الاوضاع بسوريا و ان تورطه هذا قد کلفه الکثير على صعيد الاوضاع الاقتصادية و السياسية و الامنية في إيران، ولولا تدخله غير المبرر و غير المشروع هذا من اساسا، لکان الشعب السوري و قواه الوطنية قد حسموا الموقف ضد النظام و ازاحوه من على دست الحکم منذ أکثر من سنة، لکن تدخل النظام الايراني أثر على مسار و سياق الامور و جعلها تصطبغ بالدم أکثر بل وان سواقي الدم السورية المراقة يوميا قد صارت بمثابة نهر من جراء النزيف المستمر للدم السوري المستباح من جانب نظام الملالي في طهران، ولهذا فإن زعم الغرب و أطراف إقليمية أخرى بمسؤولية النظام السوري عن وصول الامور الى هذه النتيجة انما هو زعم باطل و في غير محله و هو يمنح المبرر و المسوغ لنجاة و خلاص المسبب و العامل الاکبر في هذه الجريمة المنکرة، واننا نعتقد بأنه من الضروري بل ومن صميم الواجب الانساني العمل الجاد من أجل محاسبة هذا النظام على تسببه بدفع الاوضاع في سوريا بإتجاه الاصطدام مع الماکنة العسکرية الغربية، خصوصا وان النظام الايراني اساسا هو متهم بإرتکاب جريمة اخرى ضد الانسانية بإعتراف منظمة العفو الدولية نفسها عندما أقرت بأن عمليات إعدام 30 ألفا من أعضاء و أنصار منظمة مجاهدي خلق الايرانية المعارضة في عام 1988 على أثر فتوى مجنونة و بلهاء صادرة من خميني، ترقى الى مصاف و مستوى جريمة ضد الانسانية، وان الشئ بالشئ يذکر و قد حانت ساعة محاسبة هذا النظام الذي إستباح بدون وجه حق الدم السوري و قبله دم الشعب الايراني.