
إسقاط النظام السوري بقوة الضغط العسكري الغربي والتحالف الدولي سيشكل كارثة حقيقية على أوضاع إيران وحلفائها في المنطقة, فإذا كان التدخل الغربي والدولي في العراق قد مثل فرصة تاريخية سانحة وتاريخية لتمدد النفوذ والهيمنة الإيرانية في الشرق الأوسط فإن سقوط نظام دمشق سينهي بالكامل كل الإنجازات والمكاسب الإيرانية طيلة العقد المنصرم.
سقوط بشار سيلحقه بكل تأكيد تساقط كل رموز الإرهاب الإيراني في الإقليم والمنطقة و سيتبعه حتما ضعفاً مؤكداً لمناطق نفوذ الطائفيين القتلة الذين حاولوا من خلال الإنخراط في الجهود الطائفية الإيرانية إيجاد الذرائع لتدخلاتهم السافرة والمرفوضة في الشأن السوري, ومن خلال العمل تحت أمرة قيادة “فيلق القدس” وقائده العميد قاسم سليماني في التشكيلات الطائفية الإرهابية من أمثال “عصابات العصائب” و”الكتائب الشيطانية” وأخيرا عصابات “أبا الفضل العباس” تحت القيادة الميدانية للإرهابي اللبناني المدعو أبو عجيب في السيدة زينب بريف دمشق!
متغيرات عنيفة ولكنها إيجابية ستطرأ في المنطقة بعد اسقاط النظام السوري وبعد عقود من التوتر والصراعات الدموية والطائفية والإنعاش الدائم لمراكز الإرهاب والتوتر, ستتغير الصورة العامة لإدارة الصراع الإقليمي, أما التهديدات الإيرانية المستمرة والحديث عن الجحيم الذي سيواجه من يحاول التدخل في الشام فليس سوى دعاية سوداء ورخيصة, فالأمر المؤكد والثابت للجميع هو أن النظام السوري سوف يتلاشى ويهرب قادة فرقه وعصابات “شبيحته” منذ اللحظات الأولى لساعات الحسم, كما أن مصير قادة النظام السوري سيكون أشد سوادا من قطع الليل المظلم , وسوف يدفع هو وبطانته وحلفائه أثمان كل الجرائم التاريخية والشنيعة التي اقترفتها العصابة الأسدية الحاكمة ضد الشعب السوري وهو ثمن لو تعلمون عظيم.
الإيرانيون في مشاركتهم الفعلية في ميادين حرب النظام السوري ضد الشعب الثائر بل ومحاولتهم الساذجة لإلقاء تهمة استعمال السلاح الكيماوي على عاتق قوى المعارضة التحررية السورية إنما يكرسون تحالفهم الشيطاني ويحفرون النهاية الحقيقية لقبر نفوذهم في الشام بعد أن تحولوا ومن خلال حرسهم الثوري وعصاباتهم الطائفية جيش احتلال همجي يمارس الجريمة ويساهم في حرب الإبادة ضد الشعب السوري , ولكن أهم نقطة جوهرية وستراتيجية هو انكسار قوة الزخم الإيرانية وتفتت وتهاوي التحالفات الطائفية وتلاشي المشروع التخريبي الإيراني.
أيام حاسمة تنتظر المنطقة , والكل بhنتظار مشهد السقوط التراجيدي الكبير لأقدم و أعرق نظام إرهابي في المنطقة وساعتها سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون… أما أكاذيب وفبركات ودجل نظام الحرس الثوري فمصيره كمصير قادة النظام السوري المؤكد والمضمون وهو.. مزبلة التاريخ.
كاتب عراقي