
تصريحات الثلاثاء لوزير الخارجية السوري وليد المعلم، ذکرتني بوزير الاعلام محمد علي الصحاف أبان الحرب الامريکية ضد النظام العراقي السابق عام 2003، ولاسيما من حيث المبالغة في إظهار قوة النظام العراقي و الاستهانة بالقوات الامريکية التي وصفها ب”العلوج”، والمعلم رغم أنه ليس لديه خفة دم و روح کالصحاف وانما هو و بالاضافة لثقله الجسدي ثقيل الدم و الروح، لکنه على مايبدو ومن خلال تصريحاته آنفة الذکر يريد أن يسجل رقما قياسيا جديدا في کتاب جينس للارقام القياسية و يبز الصحاف في الاعلام المنفوخ، ولاسيما عندما يقول بأن لدى نظامه وسائل يدافع بها عن نفسه ستفاجئ العالم، وطبعا فإن المعلم يعلم بأن دعابته هذه التي يطلقها في هذا الزمن تختلف لو کانت قد أطلقت لعقود او حتى لسنوات خلت، لازال المعلم او الصحاف ولکن بنسخته السورية الرديئة يعتقد بأن للعالم آذانا من حديد و عيونا عمياء.
المعلم الذي يتحدث عن العراق و يسعى لربطه قائلا بأن مايجري لکلا البلدين من أجل الوصول لطهران، لکن هذا المعلم”النابغة”، يتناسى بأن نظام الملالي الذي هو حليفهم کان بمثابة أبرهة للجيش الامريکي ليس في العراق وانما حتى کابل وان”الرئيس القائد الراقد في قرداحة”، کان دلالا و سمسارا بارعا في حرب تحرير الکويت التي مهدت بالاساس للمراحل التي تلتها، وعلى المعلم أن يوضح هل أن الخدمات التي قدمها الاسد الراحل للأمريکان کانت أيضا أهازيج نضالية ترتل في سوح الوغى العروبية، وهل أن الخدمات الخاصة جدا لحليفهم في طهران التي قدمت للأمريکان من أجل حثهم على غزو العراق، کانت أيضا بمثابة مقاومة و ممانعة بوجه الصليبيين و الصهاينة؟
وليد المعلم، هو تماما کالمسؤولين المتوترين و المنفعلين في طهران، فهم أيضا يطلقون تهديدات أثقل من نظامهم زائدا کل الامکانيات المتاحة لديه مرتين، و يسعون من أجل الربط و المزج بين الوطنية و الاسلام و العروبة التي يبدو أن جميعها مهددة بالانقراض لأن نظام بشار مهدد بالزوال، ولهذا فإن هناك مؤامرة أمريکية ـ صهيونية ـ رجعية ـ إنقراضية ـ ديناصورية ضد النظامين، لکن و الحق يقال فإن المعلم قد نطق ثمة کذبة کبيرة أخرى حاول من خلالها أن يقدم عونا لحليفهم في طهران عندما قال: أن مايجري في العراق وسوريا مخطط له منذ 2009 للوصول إلى طهران. لکننا نسأل المعلم مرة أخرى: لماذا تتحدث عن ماجرى في العراق في 2009 و تقفز على عام 2003 و ماشهده من دور مميز لنظام الملالي في تقديم مختلف أنواع الخدمات الجاهزة للأمريکان؟ ونهمس في أذن المعلم بأن الملالي هم الذين يصرون على أن تکون طهران الهدف التالي لأنهم هم الذين رعوا الارهاب و هم الذين جلبوا على ايران و المنطقة کل هذه الويلات.
رغم انني أجد أن الکثيرين قد فهموا قصدي و غايتي من الطريفة التي ذکرتها في بداية المقال، لکنني مع ذلك أجد نفسي مضطرا أن أوجه سؤالا لوليد المعلم: إذا کانت لديکم إمکانيات غير معهودة و إمکانيات تفاجئون العالم بها، فلماذا وصل بکم الحال مع معارضة داخلية محدودة الامکانيات الى هذا الوضع البائس؟!