
ان قصة الاتهامات المتبادلة لإستخدام الغازات الکيمياوية بين النظام و المعارضة، والتي سبقتها کما أشرنا آنفا مسألة إستقدامهما لقوات من الخارج، لو دققنا فيها بإمعان، لتأکد لنا أن المهندس الذي خطط لجعل الاجواء تبدو ضبابية و ملبدة و غير واضحة بالمرة انما هو النظام الايراني بعينه، الذي يمکن إعتباره الخاسر و المتضرر الاکبر في حال سقوط النظام السوري، ولهذا فإنه معني أکثر من غيره بنصرة هذا النظام و السعي لحمايته و الذود عنه بمختلف الطرق و بشتى الوسائل و الامکانيات، بل واننا نعتقد بأن الجماعات التکفيرية التي ينبري السيد حسن نصرالله حاليا لحمل راية القتال ضدها داخل سوريا، إنما قد تم إقحامها في المستنقع السوري بعربات النظام الايراني و الذي له أکثر من خبرة و باع طويل في هذا المضمار، لأننا لو دققنا في مجريات الاوضاع في سوريا لوجدنا أن الطرف الاکثر خسارة و تضررا من تلبد الاجواء في سوريا ولاسيما بعد تدخل الجماعات الارهابية و التکفيرية فيها، انما هي المعارضة السورية دون غيرها.
اننا نرى أن القصة ليست إستخدام النظام للغازات السامة أم عدمه، بل هي قصة من هو الطرف الذي يقف خلف ستارة الاوضاع و يرش بين الفترة و الاخرى المزيد من زيت”التصعيد” على الاوضاع المعقدة في سوريا، ومن دون شك فإن الجميع يعلمون بأن النظام الايراني هو اساسا اللاعب الاکبر و الابرز على الساحة السورية(کما هو حاله على الساحتين العراقية و اللبنانية)، وان على مجلس الامن الدولي فيما لو أراد عدم وقوع مذابح و فتن و مصائب أکبر و أدهى، أن يبادر الى وضع آلية لبتر ذراع النظام الايراني الطويلة في سوريا و التي سبق وان أعترف وزير الخارجية العراقية بأنهم لايتمکنون من السيطرة عليها في العراق، وبدون هکذا إجراء عملي و واقعي فإن الامر برمته سيکون مجرد جدل بيزنطي ليس إلا!