منذ نجاح الثورة الايرانية و إختطافها من قبل التيار الديني و إفراغها من محتواها التحرري الانساني النبيل، وإستغلالها من أجل مصالح و أهداف و أجندة ضيقة، رفعت منظمة مجاهدي خلق مجددا راية الکفاح من أجل الحرية و صممت على الوقوف بحزم بوجه الدکتاتورية التي عادت من جديد تحت رداء الدين، ولئن کان مشوار المنظمة هذه المرة صعبا بل وبالغ الصعوبة و کان بحق درب ذات الشوکة، إلا أن ذلك لم ينل من عزمها و قوة إيمانها بمبادئها و يکفي أنها قد دفعت في جولة واحدة من صراعها المرير و الضاري مع نظام الملالي 30 ألف شهيدا، هم سجناء الرأي و الحرية الذين أعدمهم خميني بفتوى جائرة صدرت منه في آب 1988، وان مجمل شهدائها الذين قدمتهم على ضريح النضال من أجل الحرية و الديمقراطية للشعب الايراني، قد تجاوز 120 ألف شهيد، ومع کل هذه الدماء الغالية و التضحيات الجسيمة، فإن المنظمة ظلت مصرة و مثابرة أکثر فأکثر على مقارعة قلاع الدجل و الکذب و الارهاب في طهران، ونجحت في عبور کافة الکمائن و العقبات و العراقيل المصطنعة بطريقها، وانها اليوم صارت حاضرة و فعالة على مختلف الاصعدة في سبيل نصرة الشعب الايراني و إنقاذه من براثن هذا النظام الطاغوتي الارعن.
لم يعد الزمن و العصر هذا يتفق و يتناسب مع نظام القمع و الارهاب و الجريمة و مصادرة الحريات و حقوق الانسان و المرأة في طهران، لکنه عصر مجاهدي خلق التي بات العالم کله يفهم و يستوعب طروحاتها و أفکارها الواقعية العملية البناءة، وان الايام القادمة ستثبت للعالم کله أن هذه المنظمة هي بانية إيران المستقبل و هي التي سيتحقق مع قدومها الامن و الاستقرار في المنطقة.