
المشکلة الاساسية ليست في تعيين صالحي کرئيس لمنظمة الطاقة الذرية الايرانية، بل هي اساسا في شخص روحاني نفسه، لأن صالحي الذي کان سابقا وزيرا للخارجية و رئيسا لمنظمة الطاقة الذرية ومع خطورة و حساسية مايعنيه تبوأه لهکذا منصبين لفترة لاتتجاوز أربعة أعوام، فإن روحاني کان يتبوأ مناصب أخطر بکثير من منصبي صالحي، ويکفي لنقول بأن کان و لمدة 16 عاما الامين العام للمجلس القومي الاعلى للنظام و الذي هو مسؤول عن السياسات الخارجية و المسائل الامنية و الوطنية ومن ضمنها الملف النووي، أي بتعبير آخر، کان بمثابة موجه لصالحي، أو بکلام أقرب للواقع أن لکلاهما ماض و”مجد غابر”في خدمة النظام فما هو الذي قد استجد في أمرهما حتى يفرحون و يهللون و يرحبون بهما؟
ان الرکض خلف وهم و سراب روحاني و الضجة المفتعلة حوله، لن يقود أبدا الى نتيجة مفيدة وانما ستظل تدور بالذي يتابع هذا الشخص في حلقة مفرغة او نفق لانهاية له، لکن و الحق يقال أن السيدة مريم رجوي، رئيسة الجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية قد وضعت النقاط على الحروف و حاصرت روحاني في زاوية ضيقة جدا عندما حددت خمسة شواخص مادية کمطالب اساسية للشعب الايراني أمامه و طالبته بأن يثبت إعتداله من خلال تجاوبه و تنفيذه لهذه الشواخص التي حددتها في:
ـ حرية التعبير.
ـ إطلاق سراح السجناء السياسيين.
ـ حرية الاحزاب و الکيانات.
ـ وضع حد للسياسة العدوانية للنظام الايراني في کل من سوريا و العراق.
ـ وضع حد لمحاولات النظام للحصول على القنبلة الذرية.
لکن من المؤکد تماما بأن روحاني لن يقدم أبدا على تلبية هذه الشواخص الحساسة و الحيوية، لأنه يجد في تلبيتها ضياع و نهاية لنظامه، ولذلك يظل في محور تعيين شخصيات”ملالوية”في مناصب حساسة و يطبل و يزمر لذلك على أنه خطوة في طريق الاصلاح و التغيير، حقا انه موضوع يتجاوز حدود المهزلة!