
من کان يعتقد بأن الشعب الايراني ساکت عن الملالي الذين سرقوا الثورة الايرانية و صادروها لصالح نظام ديني قمعي إستبدادي يکتم الانفاس قبل الحريات، ومن کان يعتقد بأن الشعب الايراني ساکت عن کل تلك الحملات القمعية او حمامات الدم التي طالته في طريق کفاحه نحو الحرية، فإن رأيهم ليس في محله، إذ أن الشعب الايراني الذي أسقط بثورته المجيدة في 11 شباط 1979، أقوى نظام طاغوتي في المنطقة، لم ينسى عشقه و تولهه بالحرية و کره و رفضه الشديدين للإستبداد، وان نفس الاسباب و العوامل التي أدت بالشعب الى الثورة على النظام الملکي، تتجسد و تتبلور اليوم من جديد لتکون حالة من الاحتقان و الغليان الشعبي على النظام، تماما کما کان الحال في العام 1978، أي قبل عام من الثورة الايرانية التي کان قطب الرحى و المحرك الاکبر فيها منظمة مجاهدي خلق التي حملت على عاتقها القسط الاکبر و الاوفر لتنظيم الجماهير و حثهم بإتجاه السير لإسقاط قلعة الاستبداد والظلم في طهران، واللافت للنظر أن نفس المنظمة تعود مجددا لکي تلعب نفس الدور و تؤدي نفس ذلك الواجب المقدس الذي أدته قبل أکثر من ثلاثة عقود، وان النظام يعلم و يدرك جيدا هذه الحقيقة و لذلك فإنه يعيش حالة من القلق و الفوضى و التخبط للحيلولة دون حدوث تلك الکارثة التي ستردي به الى الجحيم، لکن هل بإمکان أحد إيقاف عجلة التأريخ من التقدم الى الامام؟