
لاريب من أن إزدياد او بالاحرى تفاقم دور القاعدة في سوريا، لم يحدث إلا بعد أن إزداد تدخل النظام الايراني في الشأن السوري و بصورة غير مسبوقة و معهودة، وقد إقترن ذلك مع أدوار مشابهة لقوة القدس الارهابية و لحزب الله اللبناني و عصائب الحق العراقية، وقد جاءت هذه السياسة الجديدة التي تبناها النظام الايراني بعد أن تفح الکيل به و أدرك بأن القضاء على الثورة السورية بالطرق التقليدية هو المستحيل بعينه ولاسيما وان النظام السوري بدأ يتراجع بشکل ملفت للنظر و يوما بعد آخر کان يفقد الکثير من مواقعه و قوته.
العلاقة بين تنظيم القاعدة و النظام الايراني، هي علاقة استثنائية يستفاد من الطرفان لأهداف مرحلية و إستراتيجية، وان التنسيق قائم بين الجانبين فيما يخص ملفات العراق و سوريا و اليمن، وقد حاول النظام الايراني کعادته أن يذر الرماد في الاعين عشية شروعه بالتنسيق مع القاعدة على الصعيد السوري و ذلك عبر ترويجه لإشاعات سخيفة و تبعث على السخرية مفادها بأن مقاتلي منظمة مجاهدي خلق الايرانية المعارضة تقاتل الى جانب الثوار السوريين، وقد ذهبت أبعد من ذلك عندما قامت بإعداد سيناريوهات بالغة الاسفاف بخصوص إکتشاف جثث او إعتقال أفراد من منظمة مجاهدي خلق أثناء القتال ضد قوات النظام السوري، لکن هذا الکذب الفاضح و المبين دحضته الحقائق على أرض الواقع إذ أن التإييد و الدعم من جانب منظمة مجاهدي خلق للثورة السورية هو دعم معنوي أخلاقي يترکز بشکل خاص في الجانب الاعلامي، لکن هذه المحاولة البائسة لصرف الانظار عن الهدف الاهم و هو تسريب و إدخال عناصر القاعدة او تقديم التسهيلات اللازمة لها من جانب نظام الملالي و الذي لم يعد سرا و بات الحديث عنه ينتشر رويدا رويدا.
الجهة الوحيدة القادرة على فتح ممرات آمنة للقاعدة کي تدخل الى سوريا ليس غير النظام الايراني بعد التنسيق مع نظام بشار الاسد، وان هذا الدور القذر و الدنئ الجديد القديم للملالي في سوريا سوف يضاف الى جرائمهم الاخرى المرتکبة بحق الشعب السوري و سوف يدفعوا ثمن ذلك سواءا عاجلا أم آجلا.