
التساؤل الاول و الملح الذي نود أن نطرحه هو: تدعي حکومة نوري المالکي بأنها قد أصدرت أمرا بإلقاء القبض على الارهابي واثق البطاط الامين العام لعصابات حزب الله العراقي الاجرامي، لکن و بموجب مجريات الاجتماع أعلاه، يتبين بأن البطاط يحضر الى سفارة الملالي الى جانب کبار المسؤوليين الامنيين العراقيين و يستلم أمرا بمعاودة قصف مخيم ليبرتي للاجئين الايرانيين مجددا، والسؤال هو ماذا يحدث؟ کيف يحضر مطلوب للعدالة مع مجري العدالة في مکان واحد و تحت سقف واحد؟
والتساؤل الثاني الملح الذي يطرح نفسه بقوة هو: ماهي حدود و مساحة الصلاحيات المنوطة بالسفير دانايي فر کي يبادر الى عقد هکذا إجتماع حساس و خطير في سفارته و يصدر أوامره لجهات عراقية کي تقوم بضرب مخيم للاجئين إيرانيين محميين بموجب القانون و معترف بهم أيضا؟ ثم من أين له الحق أن يقوم بتزويد تلك الجهات بالصواريخ و الاسلحة و على مرئى و مسمع من المسؤوليين الامنيين العراقيين الکبار الذين حضروا ذلك الاجتماع”الغريب”؟
التساؤل الثالث الذي يفرض نفسه على بساط البحث هو: من هو هذا السفير کي يقوم بإصدار الاوامر لجهات عراقية کي تضرب أناسا عزل من المعارضة الايرانية المعترف بهم من جانب الامم المتحدة و الصليب الاحمر و المفوضية السامية لشؤون اللاجئين؟ ثم ماهي حقيقة موقف الحکومة العراقية من إلتزامات العراق بالمواثيق الدولية الخاصة بالحفاظ على حياة و أمن اللاجئيين السياسيين المتواجدين على أراضيها وکيف تسمح بهکذا خرق فاضح و صفيق لإلتزامات العراق کدولة عندما يبادر هذا السفير للطلب من جهتين عراقيتين ضليعتين بالارهاب و الجريمة بقصف مخيم ليبرتي قبل إنتهاء شهر رمضان؟
لم نجد إجابة شافية لتساؤلاتنا الثلاثة کلها إلا في إجابة واحدة نعتبرها منطقية و عملية و هي أن حسن دانايي فر و بالاستناد على ماجرى في الاجتماع هو حاکم العراق بحق و حقيقة و هو الذي يضع النقاط على الحروف أما الحکومة العراقية فإنها وکما يبدو مجرد مؤسسة تابعة لهذا الحاکم المطلق للعراق!