
معلوم و واضح بأن إيران تجتاحها ومنذ عام 2009 حمى و مخاض حملة مستعرة للتغيير الذي يتداعى عنه الحرية و الديمقراطية وقد وصلت هذه الحملة الى ذورتها خلال الاشهر الاخيرة خصوصا بعدما حققت منظمة مجاهدي خلق إنتصارها السياسي الکبير بکسبها لمعرکتها القضائية في الولايات المتحدة الامريکية و خروجها من قائمة الارهاب، و شروعها بنضال سياسي غير مسبوق من أجل سحب الاعتراف الدولي بالنظام و المطالبة بنقل ملف حقوق الانسان الى مجلس الامن الدولي، وقد أحس النظام بالخطورة البالغة لهذه الحملة و التأثير الکبير الذي باتت تشکله على مستقبله و مصيره، ولهذا کان لابد من العمل السريع من أجل لعبة و مسرحية جديدة بإمکانها إمتصاص زخم هذا الضغط الکبير المفروض عليها و الذي يجد تجاوبا و تعاطفا و تفهما شعبيا ملفتا للنظر، ولذلك لم يکن أمام النظام غير مسرحيته البائسة بإطلاق بالون حسن روحاني و المحاولة من خلاله درء الخطر و التهديد المحدق به ولو الى إشعار آخر.
الطبول الجوفاء التي يقرعها النظام من أجل تحبيب روحاني و تقريبه من النفوس و جعله مقبولا من جانب الشعب الايراني و المجتمع الدولي، بزعم انه رجل معتدل و يحمل مشروع للتغيير، لکنه في الحقيقة و واقع الامر ليس معتدلا و لايمکن إعتباره أيضا بحامل لأي مشروع للتغيير لسبب اساسي و بسيط جدا وهو أنه من نفس مدرسة الملالي القمعية الاستبدادية و كما أكدت السيدة مريم رجوي الرئيسة المنتخبة من جانب المقاومة الإيرانيه، خلال اللقاء الدولي الكبير في باريس يوم 22 يونيو الماضي، أن هناك معايير واضحة للتغيير والاعتدال في إيران. ” لا شيء سيتغير طالما حرية التعبير وحقوق الإنسان غير موجودة، وطالما السجناء السياسيون خلف القضبان وطالما الأحزاب السياسية ليست حرة، وطالما تتخذ ايران سياسة متعنتة في سوريا والعراق وطالما يصر النظام على الحصول على أسلحة نووية”.