
لم يُستغرب الرد الايراني بتكذيب ما قاله كيسي فإيران تحاول ابعاد التهمة عنها بتفجير مرقد الامامين العسكريين ، فالحادث كان بمثابة عاصفة ضربت بالعراق في حينها وكانت تحولا نوعيا في طبيعة الصراع المذهبي في البلاد والاخذ به من الحالة السياسية الى الشارع العراقي عبر مجاميع ممولة من إيران وآخرى تكفيرية تنتمي عقائديا وبعضها تنظيميا للقاعدة .
ان التأريخ الاسود لإيران في استهداف الاماكن المقدسة لتحقيق غايات سياسية يؤكد صحة ما كشف عنه كيسي ، ففي يوم 20 حزيران من العام 1994 استهدف تفجيرا مرقد الامام الرضا في مدينة مشهد الايرانية وادى الى مقتل 27 شخصا من الزوار وجرح العشرات وظهر بعد التفجير مباشرتا المرشد الاعلى للجمهورية علي خامنئي على التلفزيون الحكومي متهماً منظمة مجاهدي خلق المعارضة بالوقوف وراء التفجير وطالب في وقتها فرنسا بتسليم الرئيسة الايرانية المنتخبة من قبل المعارضة مريم رجوي الى طهران ، وبعد الحادث بفترة قصيرة اعلن النظام الايراني القاء القبض على منفذ التفجير الارهابي اثناء محاولته مغادرة البلاد ، وفي العام 1999 تفاقمت الخلافات السياسية بين اركان النظام داخل المؤسسة الحاكمة في إيران عندها تم الكشف عن حقيقة التفجير الذي وقع في العام 1994 من قبل بعض المسؤولين الايرانيين بأن من خطط ونفذ للتفجير كان وزارة “الاطلاعات” الايرانية بقيادة سعيد أمامي نائب وزير الاطلاعات! لالصاق تهمة الارهاب بمنظمة مجاهدي خلق وحشد الشارع الايراني ضدهم .
كذلك اعمال الشغب والتفجير التي حدثت داخل المسجد الحرام في السعودية في العام 1987 واستشهد على اثرها 400 شخص من الحجاج ، وكانت بتخطيط إيراني بأمتياز ، لا سيما أعمال العنف والارهاب المنظم الذي تمارسه الاجهزة الايرانية والميليشيات الموالية لها في العراق وسوريا ولبنان واليمن ودول الخليج العربي، كلها مؤشرات تؤكد ان من يقف وراء تفجير مرقد الامامين العسكريين هو النظام الإيراني ، الراعي الرسمي للارهاب في سوريا والعراق!.
محمد الياسين