
هذا الرئيس الجديد الذي قامت أوساط سياسية و إعلامية عدة بالاحتفاء به و کأنه”سيأتي بما لم يأته”غيره من الرؤساء الايرانيين الآخرين، لکن هذه الاوساط تتجاهل عن قصد و سابق إصرار متعمد”الماضي”غير الحميد لروحاني، و تتصور أن تجاهلها المشبوه هذا سوف يخفي او يتستر على ماضي روحاني، فقد شارك”روحاني” و دعم سياسات وإجراءات النظام، بما في ذلك القيام بقمع المتظاهرين وقتل المعارضين ودعم سعي النظام في الحصول على الأسلحة نووية، کما انه و لمدة 16 عاما، ابتداء من العام 1989، خدم روحاني أمينا للمجلس القومي الاعلى في ايران، أعلى هيئة مسؤولة عن جميع المسائل ذات الصلة بالسياسة الخارجية والمسائل الأمنية الوطنية. وهو حاليا ممثل خامنئي في المجلس القومي الايراني. وكان مستشار الأمن القومي للرئيس لمدة 13 عاما (1989-1997 و 2000-2005). وقبل العام 1989، كان روحاني نائب القائد العام للقوات المسلحة للنظام (1987-1988)، وعضوا في المجلس الأعلى للدفاع (1982-1988). وكان كبير المفاوضين النوويين 2003-2005، لکن رئيس منتخب له کل هذا الماضي الحافل في خدمة نظام ولاية الفقيه، هل يعقل بأن يحمل فجأة معول التغيير و يحاول هدم النظام الذي ساهم بنفسه کأي عبد ذليل في بناء صرحه؟ وحتى لو إفترضنا جدلا أنه يمتلك هکذا عزم و نية للتغيير، فما هي الصلاحيات المخولة له بموجب دستور النظام و هل أن بإمکانه تجاوز الولي الفقيه او القفز عليه؟ من المؤکد بأن الاجابة هي بالنفي القاطع و لهذا فإن مجئ روحاني الى منصب الرئاسة من دون صلاحيات مؤثرة و حساسة تجعله مجرد آلة او وسيلة ذليلة لتنفيذ أهداف و مآرب النظام.