هذا السقوط المدوي الذي إستبشرت به کل شعوب المنطقة و العالم و إستقبلته بترحاب بالغ، جاء عقب الاتصالات المشبوهة و غير السليمة التي جرت من خلف الستائر بين الاخوان المسلمين في مصر و نظام ولاية الفقيه من أجل السيطرة على زمام الامور في مصر، ولاسيما بعد أن بدأ الشعب المصري يتذمر و يبدي سخطه من سياق سير الامور و الاتجاهات غير المعروفة و المجهولة لها، ويبدو أن الاخوان المسلمين في مصر کانوا على موعد مع تکرار سيناريو الثورة الايرانية و القيام بنفس الدور الذي أداه ملالي إيران في الالتفاف على الثورة و مصادرتها، لکن يقظة الشعب المصري و حرص و وطنية جيشه الشجاع أدرکت و علمت بفطرتها السليمة بالنوايا المشبوهة للأخوان و حلفائهم ملالي إيران، ولذلك فقد هب الشعب المصري مجددا الى الساحات و الشوارع ليعلن رفضه القاطع لمصادرة ثورته و عزمه على عزل محمد مرسي الآلة الطيعة للأخوان وهو أمر دفع الجيش المصري للتحرك تضامنا و تکاتفا و تآزرا مع الشعب و کان أن تبدد خيط العنکبوت و سقط الحلم الاسود الذي کان نظام ملالي إيران طرفا فيها.
عودة الدماء النقية لشرايين الثورة المصرية و عزل و تفتيت الجراثيم و البکتريا السامة و غير المفيدة التي تخللتها، تمنح مجددا الامل و الثقة و التفاؤل بغد أفضل للمنطقة کلها، لأن مصر هي البوابة الاستراتيجية للعالم العربي و ان عزلها و تأطيرها بالصورة التي أرادها مرسي و الاخوان، هي ضربة موجعة أخرى لمخططات و السياسات المشبوهة لنظام الملالي في إيران، وتأتي هذه الضربة تماما بعد فترة قصيرة جدا من عقد المؤتمر العربي ـ الاسلامي لمکافحة الحروب الطائفية التي يؤججها نظام الملالي في المنطقة في باريس في 24 حزيران الماضي و الذي شارك فيه وفد مصري متميز، حيث أشار هذا المؤتمر الذي حضرته السيدة مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية الى الدور المشبوه للملالي في الدعوة و التحريض الى التفرقة الدينية و المذهبية بين أبناء شعوب المنطقة و التصيد في المياه العکرة من خلال ذلك في سبيل تحقيق غايات و أهداف ضيقة.
ان نظام الملالي في إيران هو رأس الفتنة و محورها الدوار و أن سقوط مرسي و الاخوان في مصر يعد و يؤسس لمرحلة جديدة يمکن خلالها العمل الجدي و البناء من أجل إيران حرة ديمقراطية من دون الملالي وان هکذا هدف يتحقق بمناصرة و مؤازرة و دعم الشعب الايراني و المقاومة الايرانية کي تستعيد ثورة الشعب الايراني التي صادرها الملالي منذ أکثر من ثلاثة عقود و يعيدون إليها وجهها المشرق و الناصع.