احرار العراق – محمد حسين المياحي: الضجيج الاعلامي الصاخب الذي أثارته کذبا وسائل أعلام النظام السوري و الايراني و حزب الله بشأن التهديد و الوعيد ضد اسرائيل على خلفية الغارة الجوية الاخيرة التي قامت بها في دمشق، لايبدو أکثر من جعجعة إعلامية او مجرد زوبعة في فنجان سرعان ماتنتهي و تزول.
النظام السوري الذي له باع طويل في إضطهاد و قمع شعبه المتطلع للحرية و التغيير، لم تعد إدعائاته و مزاعمه بشأن المقاومة و مواجهة اسرائيل تنطلي على أحد و إنکشف على حقيقته خصوصا وان إسرائيل قد أکدت للنظام السوري بحسب ماجاء في التقارير الخاصة بأنها لن تتدخل في الاحداث الجارية بسوريا، مما يؤکد بأن الغارة قد تکون لعبة أخرى من اللعب السياسية الخاصة اومجرد سيناريو محدد لأجل غرض معين، أما الموقف المتشدد’إعلاميا فقط’، لکل من النظام الايراني و حزب الله، فإنه لايخرج عنه کونه مجرد مسعى مکشوف من أجل إستغلال المسألة من زاوية إستدرار عطف و إهتمام شعوب المنطقة، من دون أن تأخذ المسألة أي تطور آخر قد يؤدي الى حدوث مواجهة مع إسرائيل.
النظام الايراني الذي تلطخت يداه بدماء أحرار الشعب الايراني المتطلعين للحرية و العيش الکريم مثلما تلطخت يداه أيضا بدماء الالاف من أبناء شعوب المنطقة عبر مخططاته السياسية و الامنية الملتوية، يرفع کذبا و دجلا شعار مواجهة إسرائيل و’محوها من الوجود’، في الوقت الذي يقدم فيه أفضل خدمة سياسية ـ فکرية ـ أمنية لها على أرض الواقع عندما يبادر الى شق وحدة الصف الفلسطيني وهو أمر عجز اسرائيل عنه طوال العقود الماضية و لم تتمکن من تحقيقه رغم محاولاتها الواسعة المبذولة على مختلف الاصعدة، والاهم من ذلك ان اسرائيل قد إستفادت أيما إستفادة من دور النظام الايراني على الساحة العربية بصورة عامة و على الساحة الفلسطينية بصورة خاصة و تمکنت من خلال هذا الدور المشبوه و الخبيث من تمرير عدة أجندة لها بهدوء و سلام، وان اولئك الذين يرفعون أصواتهم عاليا بشأن مايسمونه’الموقف المبدأي للنظام الايراني من اسرائيل’، أن يفکروا قليلا لما يفعله النظام الايراني على الساحتين العربية و الفلسطينية و الغايات و الاهداف الکامنة خلفه، کما أن عليهم أن يفکروا أيضا لماذا يرکز على قمع الشعب الايراني و منع تطلعاته للحرية و کذلك لماذا يبذل کل تلك الجهود الضخمة من أجل ضرب منظمة مجاهدي خلق و إقصائها و القضاء عليها، ولماذا يوجه حملة إعلامية استثنائية ضد هذه المنظمة و التي لو دققنا فيها لوجدنا انها تفوق أضعافا مضاعفة على تلك الحملة الموجهة ضد اسرائيل، وهو مايثبت أن النظام الايراني يعتبر منظمة مجاهدي خلق عدوها الرئيسي في الوقت الذي نجد فيه أن هذه المنظمة تکافح من أجل الحرية و الديمقراطية للشعب الايراني و تسعى لإنهاء حکم الاستبداد و القمع في إيران.
السؤال الاهم الذي يجب دائما طرحه و عدم نسيانه هو: هل أن النظام السوري و الايراني و حزب الله يمنحون الاولوية للمواجهة ضد إسرائيل؟ من المؤکد أن الاجابة الصحيحة هي بالنفي القاطع ذلك أن هذه الغارة و قضايا و احداث أخرى جرت في الماضي القريب قد أکدت بأن هذا الثلاثي القمعي يصرفون کل جهودهم و طاقاتهم من أجل الوقوف بوجه تطلعات و طموحات شعوبهم للحرية و الديمقراطية و العيش بکرامة و عزة.