
رأي الاهرام
ينبغي ألا ينساق الناس بعواطفهم الساذجة البدائية وراء التصريحات الغريبة التي صدرت عن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد التي طالب فيها بإزالة إسرائيل من علي خريطة العالم.. غريبة لأنه من المدهش أن رئيسا رسميا وشرعيا لدولة عضو في الأمم المتحدة هي إيران يدعو بذلك تجاه دولة أخري تتمتع بكل هذه الصفات, وبالتالي فهي في ظل حماية كاملة من القانون الدولي. أغلب الظن أن الرئيس الإيراني لم يفكر كما يجب في هذه التصريحات التي أدلي بها, أو أنه تصور أنه لم يصبح رئيسا لإيران ومازال كما كان في سن الشباب المتحمس لا يتحمل أي مسئولية ولا يحاسبه أحد علي ما يقوله, ولكن المؤسف أن الأمر مختلف, فهو رئيس, ورئيس لدولة لها أهميتها وقيمتها في هذه المنطقة, وهو بلاشك يعلم أن مثل هذه التصريحات لا تخيف إسرائيل, ولن ترهبها, ولن تخيف دول العالم وأن كل ما سوف يترتب عليها هو الإساءة إلي موقف إيران. فهو يضعف موقف إيران علي مسرح السياسة الدولية.
فكل دول العالم الكبيرة والصغيرة قد رفضت هذه التصريحات الغريبة, واستهجنتها, واستخفت بها, بل وبادر مجلس الأمن إلي إصدار قرار رسمي يدين إيران بسبب هذه التصريحات. وربما يتساءل البعض: ما هي أهداف الرئيس الإيراني من هذه التصريحات التي لا قيمة لها؟ ربما يحاول أن يدغدغ مشاعر العامة في المنطقة العربية لكنه ينسي أن إيران لم تكن أبدا طرف صراع مباشرا مع إسرائيل, فهي لا ترتبط معها بحدود مشتركة, وأقصي ما يمكن تصوره هو أن إيران تتصارع مع إيران علي من منهما التي تستطيع أن تهيمن علي المنطقة العربية. فإيران لم تقاتل أبدا من أجل القضية الفلسطينية ولم تقاتل أيضا من أجل القدس, وإذا كان الرئيس الإيراني يشعر بالقلق علي مصير الأراضي الفلسطينية فأولي به أن ينسحب من جزر الإمارات الثلاث التي تحتلها إيران منذ عشرات السنين, وأولي به أن يمتنع عن التدخل في الشئون الداخلية للعراق, وأولي به أن يعرف أن المواطن العربي البسيط يعرف جيدا
أن مثل هذه التصريحات العنترية التي يطلقها الرئيس الإيراني لا يمكن أن يكون صادقا فيها, ولا يمكن أن ينال هذا المواطن منها إلا الكوارث.