السبت,27يوليو,2024

المؤتمر السنوي العام للمقاومة الإيرانية 2023

المؤتمر السنوي2023

مريم رجوي الرئيسة الجمهورية لإيران المستقبل

مريم رجوي

اجتماع إيران حرة 2023: إلى الأمام نحو جمهورية ديمقراطية

المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية

ماتثير الإعجاب بشأن مجاهدي خلق

اخبار: سرمقالهحديث عن المرأة الإيرانية المجاهدة

حديث عن المرأة الإيرانية المجاهدة

السياسه الكويتية –  سيد احمد غزالي : لقد تعلمت الكثير من مئات المقاومين الإيرانيين, صغارهم وكبارهم, من خلال اللقاءات الكثيرة معهم والمشاركة بانتظام في اجتماعات وندوات أقيمت في مختلف الدول الاوروبية, لانني أعتقد أن مصائر شعوبنا في مختلف الدول العربية والاسلامية مرتبطة بعضها بعضاً, وهذه المصائر مربوطة خصوصاً بما جرى ويجري في دولة باسم إيران. ولا أريد الدخول في التفاصيل حيث إن كل متابع يعرف أن الدول العربية والاسلامية تأثرت سلبياً بشكل كبير بمجيء الخميني إلى السلطة في إيران. ولا اشك أن إسقاط هذا النظام وإقامة نظام ديمقراطي في هذا البلد ستؤثر ايجابياً علينا بشكل كبير.
فهذا العام شاركت, في ندوة كبيرة نسائية نظمتها لجنة حقوق النساء في المجلس الوطني للمقاومة الايرانية لمناسبة اليوم العالمي للمرأة في باريس يوم التاسع من مارس الجاري. ذلك بحضور شخصيات سياسية وثقافية وصحافية كبيرة من فرنسا, وأميركا, وألمانيا, وإسبانيا, وبريطانيا, بلجيكا, وكذلك وفود برلمانية وناشطات من الدول العربية والاسلامية. وكانت المتحدثة الرئيسة في هذه الندوة السيدة مريم رجوي التي ألقت خطاباً متكاملاً عن فهم المقاومة الايرانية لدور المرأة في المقاومة وفي المجتمع الايراني.
وفي اليوم التالي شاركت في ندوة اقيمت في مكتب المجلس الوطني للمقاومة بمدينة اوفيرسوراواز في ضاحية باريس الشمالية وبمشاركة نشطة من نخبة من النساء العربيات من مختلف الدول الشقيقة.
ومع أنني أعرف وتابعت مكانة المرأة ودورها, وخصوصاً المرأة المجاهدة, في حركة المقاومة الايرانية, لكنني رأيت أن البحث عن قضية حقوق المرأة في العالم العربي والاسلامي يرتبط ولاسيما بنضال المرأة الايرانية من أجل حقوقها السياسية والثقافية والاقتصادية المتكافئة مع الرجل. ولا يمكن تحقيق ذلك إلا من خلال الخوض في معركة نضال مرير من أجل الحرية والديمقراطية خاضها الرجال والنساء المجاهدون في إيران نحو خمسة عقود ضد نظامي الشاه والملالي.
وشاهدت أن كبار النساء الغربيات والعربيات المشاركات في هاتين الندوتين يشاطرن فهمي لهذا الموضوع, بأن الفاشية الدينية أو حكم المتاجرين بالدين أو نظام الارهاب الحاكم باسم الدين, أياً كان إسمها, هو التهديد والتحدي الكبيرللحرية والديمقراطية ولحقوق الانسان عامة ولحقوق المرأة خصوصاً.
وانطلاقاً من هذا الفهم العميق للمعادلة الموجودة في معظم الدول العربية والاسلامية والاقليات المسلمة المغتربة, ومن خلال نظرة جديدة إلى ما حدث خلال العقود الاخيرة في الدول العربية والاسلامية نجد أن مركز وبؤرة هذه الفكرة الرجعية وهذه الفاشية المتسترة برداء الدين هو النظام الحاكم في إيران منذ 35 عاماً. ولا حاجة إلى كثير من التروي والنقاش لنعرف أن الوقاية من هذا المرض المعدي وهذا التهديد ومواجهة هذا التحدي تأتي بالضبط من حركة مسلمة إيرانية متمسكة بالقيم الدينية الاصيلة, الحركة التي تؤمن بالديمقراطية والحرية حتى العظم ولها امتداد شعبي عميق ومتجذر بجذور دماء أكثر من مئة ألف شهيد تخرجوا من هذه المدرسة الفكرية وسقطوا شهداء من أجل تحقيق القضية.
هذه الحركة التي استطاعت رغم القمع المطلق المطبق ضدها منذ أكثر من ثلاثة عقود أن تواصل نضالها وبعد كل ضربة ألحقت بها تقوم من رمادها كالطائر الفينيق.
وشاء الله أن نشاهد في ايران, وفي ايران فقط, وجود حركة بهذه الصفات لتشكل بديلاً تقدمياً حقيقياً مبشراً لنهاية عهد الظلام واستغلال الدين ومستقبل إقامة نظام ديمقراطي شعبي ليصبح نموذجاً للشعوب التي تعاني من المشكلة التي عانى منها الشعب الايراني منذ أكثر من ثلاثة عقود. لأننا, ومع الأسف الشديد, لا نجد في أي دولة أخرى, غير إيران, حركة بهذه الصفات من شأنها تخليص شعوبنا من القوى الظلامية التي تريد التسلط والتحكم على مقدرات الشعوب باسم الاسلام, بينما الاسلام والمبادئ الاسلامية منه براء. ويكفي للاستشهاد ما جرى خلال السنوات الاخيرة في العراق و مصر, وليبيا, وتونس, واليمن وما يتربص بالشعب السوري الشقيق بعد هذه الحقبة الدموية التي تعصر القلب دماً لما حل بأبناء هذا الشعب والذي لا مثيل له في التاريخ المعاصر.
وهنا نصل إلى ما صرحت به ناشطة سورية في إحدى هاتين الندوتين حيث قالت إن ما يجري في مخيما “ليبرتي” ضد أعضاء “مجاهدي خلق” من قتل وقمع وإرهاب وقيود لاإنسانية يهمنا جميعاً نحن الشعوب العربية والاسلامية كما يهم الشعب الايراني, لأن هناك ترابطاً وتواصلا بين نضال النساء الايرانيات المجاهدات في مخيمي “أشرف” و”ليبرتي” مع نضال النساء السوريات والمصريات والتونسيات و…تواقات الحرية في مختلف الدول العربية والاسلامية.
بودي أن أضيف تكملة لهذه الشهادة وهي أن مدينة “أشرف” تعتبر نضوجاً اجتماعيا عظيماً حيث أنها تجسد نموذجاً لمجتمع يريد أبناء المقاومة الايرانية إقامته في بلدهم, أي مدينة راقية في البناء والتنمية تلبي المتطلبات المعيشية من مختلف الجوانب. وأهم من ذلك العلاقات الانسانية الحاكمة في هذه المدينة: علاقات مبنية على المساواة والتكافؤ واحترام مختلف العقائد والاديان والمذاهب.
وللنساء دور خاص في هذا المجتمع الطليعي, حيث ان القيادة بيد النساء, والرجال المجاهدون متشوقون بملء إرادتهم لقبول قيادة أخواتهم في النضال, وبذلك تخلصوا من الهيمنة الذكورية المطلقة ومن السيادة الذكورية التاريخية, وهذه النوعية في التعامل الانساني جاءت بفضل قيادة السيدة مريم رجوي سيدة المقاومة الايرانية التي استطاعت من خلال اللجوء إلى نضال قانوني ديمقراطي التغلب على سياسة غربية ظالمة هوجاء وضعت حركة المقاومة الايرانية في مختلف القوائم الارهابية في أميركا وبريطانيا وكندا والاتحاد الاوروبي و…إرضاء ومجاملة للنظام الايراني.
وهكذا نصل إلى فهم لغز آخر وهو تركيز النظام الحاكم في ايران وحكومة المالكي المتعاون معه في العراق على ضرب “مجاهدي خلق” في “أشرف” وفي “ليبرتي”: لأنهم يعرفون أن “مجاهدي خلق” استطاعوا من خلال الاكتفاء الذاتي على الصعيد المعيشي ونكران الذات على الصعيد الانساني أن يقدموا نموذجاً جديداً من المدرسة الانسانية المتقدمة المتحضرة, وهذا ما لا يتحمله نظام ولاية الفقيه الذي بني على أساس حكم الفرد الواحد وعلى رفض حقوق النساء ونصب العداء خصوصاً ضد النساء اللواتي يبحثن عن الخلاص من نير الاستغلال والظلم.
وبذلك فإن جميع النساء العربيات والمسلمات الناشطات من أجل حقوقهن ليجدن تشجيعا قويا في مثل هذا النموذج. وأريد أن أوكد أن الندويتين اللتين أشرت اليهما والتركيبة النسائية المشاركة فيهما تبشر بأن عهد التعتيم على حركة “مجاهدي خلق” على وشك الانتهاء وأن العالم بدأ يتكلم عن هذه التجربة الغنية التي نحن العرب والمسلمون بحاجة اليها أكثر من أي طرف آخر.
لاشك أن نظام الملالي يريد القضاء على “مجاهدي خلق” وعمل لتحقيق هذه الجريمة منذ أكثر من ثلاثين عاماً, كانت ذروة هذه المحاولة ارتكاب المجازر ضد آلاف مؤلفة من سجناء “مجاهدي خلق” بعد الحرب الايرانية العراقية, حيث قتلوا ثلاثين الفاً منهم خلال بضعة اسابيع. فالشيء الذي يبقى واجباً دينياً وسياسياً علينا هو الوقوف خلف هذه القوة وتأييدها وعدم السماح للنظامين الحاكمين في إيران والعراق باستمرار الهجوم عليهم وقتلهم وجرحهم حتى بقي هذا النموذج حياً فاعلاً وقابلاً للاستفاده منه.
رئيس وزراء جزائري سابق رئيس اللجنة العربية الاسلامية للدفاع عن سكان أشرف