احرار العراق -علي ساجت الفتلاوي : التطورات الاخيرة على صعيدي الموقفين الاخيرين للحکومة الکندية من شطب اسم منظمة مجاهدي خلق من قائمة الارهاب و إدراج اسم قوات القدس الارهابية محلها، موقف الجمعية العامة للأمم المتحدة بإصدارها القرار التاسع و الخمسون الخاص بإدانة إنتهاك حقوق الانسان في إيران، يشکلان بداية منعطف جديد و نوعي ازاء النظام الايراني بحيث يمهدان لمرحلة بالغة الاهمية و الحساسية قد تحسم مصير النظام و تنهي شروره في إيران و المنطقة.
ملالي ايران الذين حاولوا دائما عن طريق الاساليب الملتوية و المشبوهة عبر فرض نظامهم عن طريق شراء الذمم و الضمائر، جاءت الايام لتضع حدا لهذا الاسلوب الوضيع و الدنئ و تضعهم في موقف صعب بحيث تتکشف عوراتهم و عيوبهم و تنتشر فضائحهم، مما دفع بالمجتمع الدولي الى إنتهاج طريق و اسلوب جديد في التعامل و التعاطي معهم، وهو اسلوب الردع و العقوبات و منطق القوة الذي سبق وان طالبت المقاومة الايرانية مرارا و تکرارا باللجوء إليه و عدم الاذعان و الاستماع الى أکاذيب و تخرصات نظام الکذب و الدجل في طهران و عدم الوثوق بتعهداتهم و مواقفهم التمويهية، وان الاعوام السابقة قد أثبتت مصداقية موقف المجلس الوطني للمقاومة الايرانية و حقانية إدعائاتها، خصوصا وان النظام الايراني قد ضرب بعرض الحائط بکل تعداته الدولية و أصر على المضي قدما في طريق إمتلاك الاسلحة النووية.
المجتمع الدولي الذي إنخدع لأعوام طويلة بمسرحية المحادثات مع النظام الديني المتطرف، إنتبه فجأة من أنه يلهث خلف سراب بقيعة يحسب الظمآن ماءا، وتيقن من أنه ومن دون إنتهاج اسلوب حدي يستند على مبدأ القوة ليس بالامکان أبدا دفع هذا النظام القمعي للإذعان لإرادة المجتمع الدولي، ولذلك فإنه بات يتعامل بمنطق و اسلوب حدي جديد بدأنا نتلمسه في الموقف الاخير للجمعية العامة للأمم المتحدة و الموقف الصائب و الحکيم الاخير للحاکم الکندي بشطب اسم منظمة مجاهدي خلق من قائمة الارهاب و إدراج اسم قوات القدس الارهابية محلها، و يقينا ان مثل هذه المواقف الحکيمة و التي تتسم بدرجة حالية من الانسانية و الشعور بالمسؤولية سوف يکون بإمکانها حصر نظام الدجل و التزييف و الکذب القائم في طهران في زاوية ضيقة و عدم السماح له بأن يتحرك في فضاءات و مساحات رحبة تتيح له تنفيذ المخططات الاجرامية و الارهابية بحق الدول الاخرى.
ان الموقفين الدوليين الاخيرين و مع أهميتهما لکنهما لن يکونان کافيان من دون الاعتراف بالمقاومة الايرانية ککمثل شرعي للمعارضة الايرانية و للشعب الايراني، ذلك أن تهميش هذه القوة السياسية الحيوية و الهامة جدا يخدم مصالح و أهداف النظام الايرانه قبل غيره و لذلك من الضروري جدا تصحيح الموقف الدولي بالانتباه الى هذه الحقيقة لأنها الطريق الوحيد الذي سيحسم أمر نظام الملالي.