فلاح هادي الجنابي -الحوار المتمدن: ضمن إحتفالية اليوم العالمي لحقوق الانسان التي عقدت في بغداد في يوم 10/12/2012، ألقى مارتن کوبلر ممثل الامين العام للأمم المتحدة في العراق، کلمة أثنى فيها بشکل ملفت للنظر على موقف رئيس الوزارء العراقي فيما يتعلق بمسألة حقوق الانسان في العراق بعد الکلمة التي ألقاها المالکي و التي أکد فيها و بشکل روتيني على إلتزام حکومته بتطبيق مبادئ حقوق الانسان في العراق، وقد قال کوبلر في کلمته وهو يشير الى موقف نوري المالکي:” ان كلمة معالي السيد رئيس الوزراء تعكس تماما أجندة موجودة على طاولة الأمم المتحدة”، لکن وعندما نقوم بترجمة الموقف العملي لرئيس الوزراء العراقي و حکومته من مسألة حقوق الانسان نجد انها ليست أبدا کما إدعى کوبلر وان هناك الکثير من المؤاخذات و الانتقادات الحادن الموجهة إليها بهذا الخصوص.
مارتن کوبلر عندما يلقي کلمة في إحتفالية من هذا النوع و بحضور رئيس الوزراء العراقي الى جانب وزير حقوق الانسان، ويطري فيها على موقف المالکي بشکل خاص و موقف الحکومة العراقية بشکل عام، فإنه يقفز على الحقيقة و الواقع و يسعى لرسم صورة أخرى لواقع وهمي لاوجود له إلا في خياله، حيث أن أجندة الامم المتحدة التي تجسدت في کلمة المالکي کما إدعى کوبلر ماهو إلا کذبة خرقاء سافرة يطلقها ممثل الامين العام في العراق لغاية في نفس يعقوب!
الإشادة باداء المالکي و حکومته فيما يتعلق بالالتزام بتطبيق مبادئ حقوق الانسان من جانب کوبلر لاتعني شيئا وانما مجرد هراء و کلام فارغ نظير کل ذلك الکلام الممجوج الذي يطرح في مؤتمرات و إحتفاليات الدول الاستبدادية، خصوصا وعندما نعلم بأن هناك في العراق ولحد هذه اللحظة مشکل جمة تتعلق بالنقاط التالية المدرجة أدناه:
1ـ القضاء العراقي يخضع للسلطة التنفيذية و يعکس رغباتها و أهوائها مما يجعل حياة الاخرين عرضة للخطر و الانتهاك بسبب من ذلك.
2ـ نشرت في الآونة الاخيرة جملة تقارير متباينة عن ممارسة التعذيب في السجون العراقية بالاضافة الى تقارير تؤکد وقوع حالات إغتصاب و الاعتقال التعسفي و عمليات الخطف و القتل المبرمج الذي تقوم بها جماعات منظمة تنظيما جيدا و لايمکن أن تؤدي هکذا عمل من دون تغطية خاصة لها.
3ـ ماتم لحد الان من جرائم و إنتهاکات فظيعة لأبساط مبادئ حقوق الانسان بحق سکان أشرف و ليبرتي و قتل العشرات منهم بالذخيرة الحية و جرح المئات منهم و إعاقة أعداد ملفتة للنظر منهم، الى جانب عدم سماح الحکومة العراقية لسکان مخيم أشرف بالتمتع بمزايا و خصائص معسکرات اللجوء في الوقت الذي إعترفت بهم المفوضية السامية لحقوق اللاجئين بمثابة لاجئين سياسيين، إلا أن حکومة المالکي مازالت تصر على أن يکون مخيم ليبرتي بمواصفات سجن ليس إلا!
هذا بالاضافة الى نقاط کثيرة أخرى لامجال لحصرها في هذه العجالة، ونهمس في أذن کوبلر؛ کان الاحرى بك أن تلتزم شيئا من الحيادية و الموضوعية وان لاتنساق بهذا الشکل الغريب بحيث تبدو وکأنك مجرد موظف بدرجة مدير عام في احدى المؤسسات التابعة للحکومة العراقية!