
الشرق الاوسط- بيروت: كارولين عاكوم: بعدما تحوّلت التفجيرات المتنقلة إلى خبر يومي في الأحداث السورية، كان أمس ريف دمشق على موعد مع اثنين منها، في مدينة المعضمية وفي السيدة زينب، فيما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن 10 قتلى وأكثر من 40 جريحا سقطوا في انفجارات ضاحية بدمشق مساء.
وقد وصل عدد قتلى أمس، كحصيلة أولية إلى 96 قتيلا بحسب لجان التنسيق المحلية، بينهم 5 أطفال و4 سيدات. وأفاد ناشطون بأن سيارتين مفخختين انفجرتا في ريف دمشق، إحداهما في مدينة المعضمية والأخرى قرب جامع أويس القرني في السيدة زينب، مما خلف دمارا كبيرا في المنطقتين، لافتين إلى أن تفجير المعضمية أوقع عددا من القتلى والجرحى، وأن قوات النظام حالت دون إسعاف الجرحى، واستهدفت المسعفين برصاص القناصة. وهذا هو التفجير الخامس الذي تشهده المعضمية بسيارة مفخخة خلال أقل من شهر. واتهم مصدر قيادي بالجيش السوري الحر النظام وقواته بتنفيذ الانفجارات، مضيفا: «لم ولن نعتمد على التفجيرات التي تستهدف أحياء شعبية وسكنية.. ونعتبرها عملا إجراميا لا نسمح أو نقبل به. وما نقوم به من عمليات عسكرية هو فقط استهداف الأرتال العسكرية وتفجير المقرات الأمنية، وبالتالي أهداف معروفة النتائج والأهداف»، معتبرا أنه «إن لم يكن النظام هو الفاعل الأساسي، فهو بالتأكيد الداعم والمسبب لها». وبعد عدة ساعات، هزت 3 انفجارات ضخمة حي الورود غرب العاصمة، مساء أمس، وقال التلفزيون السوري في خبر إن «انفجارا وقع في مكان مكتظ بالمواطنين». وقال ناشطون في ريف دمشق لـ«الشرق الأوسط» إنه «سمع دوي 3 انفجارات متتالية، ثم شوهدت النار تندلع في موقع التفجير، تلاها تصاعد أعمدة دخان أسود».
من جانب آخر، قال شهود عيان إن انفجارا هائلا حصل بالساحة العامة، وتضرر عدد من الأبنية المطلة على ساحة «الزهرة» حيث وقع الانفجار، كما شوهدت جثث لـ8 قتلى على الأقل، وأكثر من 50 جريحا في مشاهدة أولية للموقع، حيث إن الانفجار وقع في وقت الذروة.
وأعلنت كتائب «عائشة» المسلحة تبنيها للتفجير، الذي تزامن مع هجوم على حاجز للجيش في حي الورود، ويعد هذا التفجير الثاني من نوعه خلال 24 ساعة، الذي تستهدف فيه كتائب عائشة حيا شعبيا يتركز فيه العلويون، بعد انفجار حي المزة 86 الشعبي مساء الاثنين.
وفيما أكدت شبكة «شام» العثور على جثث 3 قتلى أعدموا ميدانيا بحي القابون في دمشق، أعلنت لجان التنسيق المحلية أن اشتباكات عنيفة وقعت في حي التضامن وسيدي مقداد مع الجيش الحر، في ظل انقطاع للتيار الكهربائي والاتصالات الجوالة. ووفقا لناشطين، فإن طائرات النظام المقاتلة واصلت قصف مناطق الغوطة الشرقية بريف دمشق بالقنابل الفراغية، وتصاعدت أعمدة الدخان منذ الصباح في دوما وعربين وسقبا ومدن أخرى في الغوطة، ولحق دمار واسع بعدة أحياء في دوما وعربين عقب الغارات التي شنتها الطائرات المقاتلة.
كما أفادت لجان التنسيق المحلية في سوريا بأن اشتباكات عنيفة تدور بين عناصر «الجيش الحر» وقوات النظام التي اقتحمت حي السيدة زينب. وسجّلت حركة نزوح لما تبقى من الأهالي جراء التفجير الذي وقع صباح أمس.
كذلك، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن بلدات كفربطنا وعربين وزملكا بريف دمشق تعرضت للقصف بالطيران الحربي، مما أدى إلى سقوط جرحى وقتلى، لافتا إلى أن القصف شمل أيضا مخيم اليرموك، يرافقه تحليق للطيران الحربي في سماء المدينة. ولم يختلف الوضع كثيرا في حي جوبر بمدينة دمشق وبلدة بيبلا مما أدى إلى تصاعد سحب الدخان من المنطقة. واستهدف الطيران الحربي، بحسب المرصد، مباني داخل دوما بصاروخين كما سقطت عدة قذائف هاون على المدينة أدى إلى سقوط جرحى، واستهدفت الغارات الجوية بطائرات «ميغ» الغوطة الشرقية بريف دمشق. كما لفتت إلى تجدد القصف المدفعي على يبرود، والمروحي على منطقة السيدة زينب بعد فشل قوات النظام في اقتحام المدينة، لافتة إلى استمرار الاشتباكات في حرستا التي تعرضت أيضا إلى قصف عنيف بالطيران الحربي وراجمات الصواريخ في محاولة من قوات النظام اقتحامها من محاور عدّة.
وفي حلب، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بتعرض بلدتي أورم الكبرى وكفرحمرة بريف حلب للقصف من قبل القوات النظامية، كما دارت اشتباكات بين القوات النظامية والجيش الحر في أحياء أغير وقسطل حرامي وميسلون بمدينة حلب رافقها قصف على حي كرم الطراب في المدينة، واستهدفت الطائرات الحربية مداخل مدينة الباب بالرشاشات الثقيلة، كما تعرض حيا السكري والأنصاري للقصف.
أما في اللاذقية، فتجدد القصف من قبل القوات النظامية على القرى المحيطة ببلدة سلمى بريف اللاذقية. وفي دير الزور، استهدف القصف مدينتي الميادين والبوكمال بريف دير الزور، فيما تعرض حي الجبيلة بمدينة دير الزور للقصف من قبل الطائرات الحربية، رافقه تصاعد لسحب الدخان. كما تعرض حي الجبيلة والعرضي للقصف من الطائرات المروحية التي ألقت براميل متفجرة على الحيين، ووقعت اشتباكات بين الجيشين الحر والنظامي في حي الموظفين، بينما أشارت لجان التنسيق المحلية إلى أن قوات النظام استهدفت بالطيران الحربي أحد المخابز في سوق النوفوتية في البوكمال.
وفي حمص، حيث أعلن عن تشكيل لواء التحرير في حمص، قال ناشطون إن قتلى وجرحى قضوا في قصف بالطائرات الحربية استهدف الحولة، وبث الناشطون صورا يظهر فيها هروب طلاب المدارس من المنطقة عقب القصف المفاجئ في الصباح. وبحسب الناشطين، فقد أدى القصف إلى تهدم عدد من المنازل ومقتل 5 أشخاص على الأقل وإصابة 20 بعضهم في حالات خطرة.
وأعلنت لجان التنسيق عن استمرار القصف العنيف بالمدفعية الثقيلة والقنابل العنقودية على منطقة آبل، مما أدى إلى تدمير كبير في البنية التحتية وتهجير معظم أهالي القرية، مشيرة أيضا إلى إطلاق قذائف الهاون على بساتين باباعمرو، مما أدى إلى نشوب حريق كبير في منطقة البساتين.
وقد نفذت، في إدلب، بحسب ما أفاد به المرصد السوري لحقوق الإنسان القوات النظامية أول غارة جوية، أمس، على مدينة معرة النعمان فيما تدور اشتباكات متقطعة بين القوات النظامية والجيش الحر ومقاتلين من جبهة النصرة في محيط معسكر وادي الضيف. كما سقط عدد من الجرحى جراء القصف من قبل القوات النظامية على قرية حنتونين بريف إدلب، فيما دارت اشتباكات بين الجيشين الحر والنظامي في ريف جسر الشغور أوقعت خسائر في صفوف الأخير.
وبحسب المرصد، قُتل ما لا يقل عن 12 عنصرا من قوات النظام السوري في هجوم بالعبوات الناسفة والقذائف وإطلاق الرصاص في محافظة إدلب في شمال غربي سوريا، أمس، مشيرا في بيان له إلى أن البلدة تعرضت اليوم «لثلاث غارات جوية»، فيما شهد محيطها، «اشتباكات عنيفة بين المقاتلين المعارضين والقوات النظامية».
في المقابل، أفاد ناشطون سوريون أمس، بأن انفجارا وقع في خط الأنابيب النفطي الرئيسي الذي يغذي مصفاة على المشارف الغربية لمدينة حمص اليوم الثلاثاء خلال اشتباكات بين عناصر المعارضة وقوات الجيش في المنطقة.
وأظهرت لقطات فيديو دخانا كثيفا يتصاعد من خط الأنابيب الذي يربط حقول النفط الشرقية بمصفاة حمص، وهي واحدة من مصفاتين في البلاد. وقال أبو خالد الحمصي لـ«الشرق الأوسط» إن الانفجار الذي استهدف خط النفط إثر الاشتباكات التي دارت بين الجيشين الحر والنظامي، لافتا إلى أن هذا الخط هو الوحيد الذي يغذي مصفاة حمص وينتج مادة «كيروسين» التي تستعمل وقودا للطيران وتغذي كل المطارات في سوريا.