الجمعة,29مارس,2024

المؤتمر السنوي العام للمقاومة الإيرانية 2023

المؤتمر السنوي2023

مريم رجوي الرئيسة الجمهورية لإيران المستقبل

مريم رجوي

اجتماع إيران حرة 2023: إلى الأمام نحو جمهورية ديمقراطية

المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية

ماتثير الإعجاب بشأن مجاهدي خلق

اخبار: مقالات رسيدههل انتهت رحلة العذاب من أشرف الى ليبرتي؟

هل انتهت رحلة العذاب من أشرف الى ليبرتي؟

ايلاف  – حسن طوالبه :بعد 26 سنة من الاقامة في مخيم اشرف الذي بناه الاشرفيون بأموالهم الخاصة , وجعلوه مكانا صالحا للسكن البشري , من حيث البنى التحتية : الشوارع والساحات والمستشفى وملاعب لممارسة الرياضات المختلفة , وتامين الماء النقي الصالح للشرب , وتوفير الكهرباء وغيرها من خدمات الاتصالات مع العالم الخارجي. بعد هذه السنوات , وبعد الاحتلال الاميركي للعراق عام 2003 , صار المخيم تحت سيطرة القوات الاميركيه , وتم تسليم اسلحة الاشرفيين الى القوات الامريكية مقابل حمايتهم , وبعد انسحاب القوات الامريكية من المدن العراقية بفعل الضربات الموجعة من المقاومة العراقية الباسلة , تم تسليم مخيم اشرف الى القوات العراقية.

من المعلوم ان نظام الملالي كان له الدور الكبير في تسهيل عملية احتلال القوات الامريكية للعراق , بالايعاز الى القوات العراقية المعارضة للنظام الوطني السابق بعدم التعرض للقوات الغازية , بل مشاركتها في دخول اراضي العراق مع المحتلين , والقيام بحرق وتخريب الوزارات والمؤسسات الحكومية , وملاحقة البعثيين وافراد الجيش العراقي الذي أمر بول بريمر بحله.
تعاون وتنسيق ضد الاشرفيين:
وبفعل العلاقات الوثيقة بين الاحزاب العراقية الطائفية وبين نظام الملالي, فقد دخلت قوات القدس التي يقودها قاسم سلماني , وكذلك قوات الحرس والمخابرات ( اطلاعات ) وريثة السافاك الى العراق , ومن ضمن مهمات تلك القوات في العراق للسيطرة على القرار السياسي ونهب ثروات العراق , محاصرة مخيم اشرف الي يسكنه ابرز المعارضين لنظام الملالي , وممارسة الحرب النفسية عليهم تمهيدا لقتلهم. وفي اطار الخطة المرسومة من نظام الملالي فقد قامت قوات نوري المالكي بارتكاب مجزرتين ضد الاشرفيين عامي 2009 و2011 راح ضحيتها عشرات القتلى ومئات الجرحى.
 ولم يكتف هؤلاء بكل اعمال المحاصرة بمكبرات الصوت والتهديد والوعيد , بل تفتق الذهن الشرير لرجالات ( ولاية الفقيه ) عن مؤامرة تقضي بنقل الاشرفيين من مكانهم قرب مدينة ديالى شمال شرق بغداد الى أمكنة عديدة في العراق , اي تشريدهم في اماكن متباعدة يسهل قتلهم بدون ضجيج اعلامي , وبالتالي يتخلص نظام الملالي من اكبر منظمة معارضة له هي , منظمة مجاهدي خلق , ويتخلص من الوجع الاعلامي والسياسي الذي تسببه منظمة المجاهدين على المستوى الاقليمي والعالمي.
وبفعل الضغط الدولي والاقليمي وخاصة من رجال البرلمانات الاوروبية والكونغرس الامريكي ومن المحامين والحقوقيين والكتاب والصحفيين في العالم كان الاتفاق على نقل الاشرفيين الى مخيم ليبرتي قرب مطار بغداد الدولي , الذي كان معسكرا للقوات الامريكية الغازية. ومن اجل تنفيذ تعليمات الاطلاعات وقوات القدس تم حجز مساحة محدودة من ليبرتي لسكن الاشرفيين في محاولة لخنقهم , ووضعهم في سجن يفتقد الى ابسط مقومات الحياة البشرية. وبعد طول محادثات بين ممثل الامم المتحدة والحكومة العراقية تم التوصل الى اتفاق لنقل الاشرفيين على وجبات , في كل وجبة حوالى 600 فرد ونيف.
معاناة قاسية ضد الانسانية :
بدأت المعاناة مع كل وجبة ووضع العراقيل من قبل المشرفيين على عملية النقل من الجانب العراقي تحت اشراف السفارة الايرانية في بغداد وقوات القدس والاطلاعات , ومن هذه العراقيل:
1. المماطلة في تسهيل عملية النقل بابقاء الحافلات في الشوارع , وتفتيش ركابها بشكل مثير للمشاعر الانسانية وخاصة النساء. وعلى سبيل المثال ففي الساعة الواحدة والربع بعد منتصف ليل الخامس عشر على السادس عشر من ايلول الجاري , وخلال حركة القافلة السابعة من أشرف الى ليبرتي، قام كل من الرائد احمد خضير والنقيب حيدر عذاب من العناصر المشاركة في مجزرتي تموز / يوليو 2009 و نيسان / أبريل2011 بمهاجمة الاشخاص المرافقين للشاحنات المحملة بأمتعة السكان. بهدف انزال الضحايا من الشاحنات وخطفهم.
 وقد اعتدى المهاجمون على الضحايا بالضرب بالحجارة والعصي وقضبان الحديد. وقد عبرت المقاومة الايرانية عن احتجاجها بأقوى العبارات على هذا العمل الاجرامي، وطالبت باعتقال ومعاقبة العناصر والآمرين في هذه القضية.
 وطالبت السيد مارتن كوبلر بايضاح ملابسات ما حصل. حتى لا يتكرر ما حدث عندما سكت كوبلر في 4 أيار/ مايو الماضي على حرف مسير 6 عجلات خدمية في القافلة الخامسة. وكانت المقاومة الايرانية قد حذرت في حينها من أن سكوت الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة يمهد الطريق لمزيد من الجرائم. وقد حان الوقت لكي يعين الأمين العام بان كي مون ممثلاً صالحاً للتحقيق في هذا الهجوم الارهابي الذي حصل.
اعتداءات متعمدة :
1. وفي عمل اجرامي آخر قامت القوات العراقيه في ليبرتي وبعد 24 ساعة من عمليات التفتيش المؤذيه أوقفت سبعة من ذوي الإعاقات وممرضاتهم اكثر من 16 ساعه ونتيجة لهذا العمل الاستفزازي غير المبرر تدهورت حالة اثنين من المرضى محمود خسروي ومحمد افضلي وتم نقلهما الى العيادة الصحيه بليبرتي وهما فاقدان للوعي. كما منعت القوات العراقية في ليبرتي من وصول سيارات الاسعاف الى داخل المخيم لاسعاف المرضى. ان المقاومة الإيرانيه وكما اشارت خلال مكالمة هاتفية ليل الجمعه 14 سبتمبر/ ايلول مع مارتن كوبلر وونائبه جورجي باستين في بغداد، انه في ضوء وفاة مجاهد خلق برديا امير مستوفيان في 21 مارس اذار هذا العام بالسكتة القلبيه إثر الضغوط التي مورست على افراد المجموعة طيلة 48 ساعة من التفتيش وعدم النوم، فانها تعتبر الحكومة العراقية ويونامي مسؤولين عن سلامة 14 شخصا من المرضى والجرحى وممرضاتهم.
2. عدم الموافقة على نقل ممتلكات الاشرفيين الشخصية مثل السيارات ومكيفات الهواء والاجهزة الخاصة الطبية والحواسيب والالات الموسيقية والكتب والسيديهات واشرطة الموسيقى او الاشعار الوطنية.
3. عدم الموافقة على نقل اجهزة تنقية الماء المركزية التي كانت في مخيم اشرف , وكذلك مولدات الكهرباء , والاحهزة الطبية العامة.
4. اما الاستفزازات في ليبرتي فهي مبرمجة ومرتبة من قبل , فقد قضى الاتفاق على تواجد قوات الامن العراقية خارج المخيم ( السجن ) , ولكن الممارسة العملية كانت خلاف الاتفاق , فقد توزعت القوات العراقية في عدة امكنة في المخيم , وحول البيوت السكنية والحمامات واماكن التجمع.
5. بلغت المضايقات اشدها في شهر رمضان المبارك , حيث منعت القوات العراقية دخول الشاحنات المحملة بالمواد الغذائية الى السكان , بل انزالها الى الارض بدعوى تفتيشها لساعات طويلة لكي تفسد وتصبح غير صالحة للاكل , لايقاع اكبر الخسائر المادية بالسكان.
6. المشكلة التي ما زالت عالقة هي التصرف بممتلكات الاشرفيين , هل تباع على ارض مخيم اشرف؟ وهل تسمح حكومة المالكي بقدوم مقاولين للشراء ام تسمح لمن له صلة خاصة؟. وهل تسمح بنقل الممتلكات الى خارج المخيم وبيعها , اي نقلها الى اقليم كردستان لبيعها هناك؟
 حكومة المالكي تنفذ الاوامر :
ورغم كل هذه الممارسات التعسفية ضد الاشرفيين فان حكومة المالكي قامت بترتيب جولة للسيد جورجي باستين معاون الممثل الخاص للامين العام للامم المتحدة يرافقه جورج باكوس مستشار المالكي ومعهما صادق محمد كاظم المسؤول عن المجازر التي ارتكبت ضد الاشرفيين , في مخيم ليبرتي للاطلاع على اوضاع الاشرفيين , ولكن الجولة الدعائية سرعان ما انكشفت مراميها واغراضها , فقد منع الاشرفيون من التكلم مع اعضاء الوفد الاممي , وعرض مشكلاتهم التي يعانون منها على ايدي قوات الامن العراقية داخل المخيم , وكذلك عرض احتياجاتهم اليومية من ماء وكهرباء ودواء.
بعد نقل الوجبة السابعة والاخيرة من اشرف الى ليبرتي , يدعو ممثل الامين العام الامم المتحدة الى التفتيش عن صيغة لنقل الاشرفيين الى بلدان ثالثة. واذا كان الهدف هو نقلهم الى بلدان ثالثة فلماذا كل هذه المسرحية الطويلة التي استمرت اكثر من نصف سنة؟ لماذا لم يتم تنظيم نقلهم الى بلدان ثالثة وهم في مخيم اشرف؟
لم يكن في نية حكومة المالكي واسياده في ايران ان تؤول الامور الى ما الت اليه , بل كانت الخطة تقضي بتشريد الاشرفيين في اماكن متفرقة في العراق تمهيدا لقتلهم سرا. والتخلص من عناصر مجاهدة لها تاثيرها في الداخل الايراني الشعبي. ولكن الضغوط الدولية والاقليمية حالت دون تنفيذ خطة نظام الملالي الانف ذكرها.
دور مشين للادارة الاميركية :
خلال هذه المسرحية التي قام بتمثيلها جانب نظام الملالي وممثل الامم المتحدة في العراق ومكتب المالكي , برز الدور المشين للادارة الامريكية , التي وضعت منظمة مجاهدي خلق على لائحة الارهاب ارضاء لنظام الملالي كعربون لحل موضوع الملف النووي الايراني منذ عام 1997 , هذه الحكومة التي تدعي انها تعادي نظام الملالي وتصفه بمحور الشر , وتدعي انها مع التغيير السلمي في ايران , فانها لم تدعم المعارضة الايرانية ومنها منظمة مجاهدي خلق الابرز في معارضة نظام الملالي ولها وزن جماهيري داخل المحافظات الايرانية. ولم تستجب لقرار المحكمة الامريكية القاضي بشطب منظمة المجاهدين من لائحة الارهاب , ولا لمطالب مئات من اعضاء الكونغرس الامريكي بشطب المنظمة من لائحة الارهاب. كما ان الحكومة الامريكية اشترطت شطب المنظمة من لائحة الارهاب بنقل الاشرفيين الى مخيم ليبرتي , كما وضعت عراقيل اخرى تنسجم مع مسيرة حكومة المالكي ونظام الملالي بفرض قيود على الاشرفيين اثناء نقلهم , مثل الادعاء بوجود اسلحة لديهم , رغم ان القوات الامريكية هي التي استلمت اسلحتهم عام 2003 , وقامت قوات المالكي بتفتيش المخيم مرات عدة واستخدمت الكلاب البوليسية.
فضح دور يونامي :
في جلسة استماع عقدت في الكونغرس الآميركي يوم الخميس 13 أيلول/سبتمبر 2012 قال مسؤول اممي سابق ان اليونامي تنتهك المعايير التي أسست الأمم المتحدة عليها دائما في تعاملها مع قضية مخيم أشرف. وقال طاهر بومدرة عضو سابق في بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي): ” مع الأسف فقد تعاملت الأمم المتحده مع ملف سكان أشرف خلافا للمبدأ الاساسي للبراءة حيث كنا نفترض بانهم مذنبين. متوقعا بانه عليهم ان يثبتوا براءتهم الامر الذي يخالف اساساً القيم الأساسية للأمم المتحدة “.
ونقل بومدرة وهو جزائري الجنسية عن رئيس ما يسمى بلجنة أشرف في مكتب المالكي قوله ” بصراحة دع الأمم المتحدة تفعل ما تشاء , الا اننا لا نهتم بحقوق الإنسان والمعايير الإنسانية التي تريدهما الأمم المتحدة “.
وقال المسؤول الأممي السابق الذي استقال من منصبه احتجاجاً على كيفية تعامل ممثل الأمم المتحدة في العراق مع ملف مخيم أشرف: كان واجبي مراقبة حقوق الإنسان والحالة الإنسانية في اشرف.. انه وبعد استلام رئاسة الوزراء العراقي هذا الملف من الولايات المتحدة في عام 2009 ومنذ أول يوم بدأنا باستلام الشكاوى من السكان حول انتهاكات صارخة لحقوق الإنسان , وعندما سألنا العراقيين لماذا لا تراعون هذه المعايير؟ كانوا يردون علينا لانهم اي الاشرفيون لا يستحقون أي حق من حقوق الانسان أو تعامل انساني لانهم ارهابيون.
وأضاف بومدرة اني كنت اول من أكد على ان مخيم ليبرتي يشبه السجن. وكنت دائما اسأل زملائي العراقيين لماذا تحتاجون إلى هذه الاعمال؟ لان السكان قد تنازلوا عن موقعهم القانوني في العراق , ويريدون ان يغادرون البلاد , فلماذا تتعاملون معهم بهذه الطريقة؟ وقالوا لنا لانهم ارهابيون وانتم تحمون الارهابيين..
وردا على سوال أحد النواب حول استقلالية عمل اليونامي بشأن ملف اشرف قال بومدرة: اني أؤكد أمامكم بان اليونامي لا تعمل باستقلالية اطلاقاً خاصة بما يتعلق بملف أشرف , حيث يتم حسمه في مكتب رئاسة الوزراء العراقية واحياناً في السفارة الإيرانية في بغداد.
* كاتب اردني