صور لشهداء مجزرة صیف عام 1988 في ایران-
موقع المجلس:
في جنيف، احتضنت “دار الجمعيات الدولية” يوم الأربعاء مؤتمراً دولياً رفيع المستوى شارك فيه خبراء أمميون وبرلمانيون سويسريون وشهود عيان، للبحث في الارتفاع الخطير لعمليات الإعدام في إيران والدعوة إلى تحرك دولي عاجل، بما في ذلك اللجوء إلى مجلس الأمن. وجاء المؤتمر بعد أيام من اعتماد اللجنة الثالثة للجمعية العامة للأمم المتحدة قراراً يدين الانتهاكات الواسعة في إيران بأغلبية 79 صوتاً.
حضر الحدث عدد من الشخصيات البارزة، من بينهم السيدة مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة للمقاومة الإيرانية (عبر الإنترنت)، إضافة إلى المقررين الخاصين السابقين للأمم المتحدة طاهر بومدرا، جيريمي ساركين، وألفريد دي زاياس، إلى جانب نواب في البرلمان السويسري.

رحمان: موجة الإعدامات الحالية هي الأشد منذ مجزرة صیف عام 1988
في كلمة مؤثرة بثّها عبر الفيديو، كشف البروفيسور جاويد رحمان—المقرر الأممي الخاص السابق المعني بحقوق الإنسان في إيران—عن أرقام صادمة حول الوضع الراهن. وأكد أن البلاد تشهد “أكبر موجة إعدامات منذ مجزرة صیف عام 1988”، مشيراً إلى تنفيذ أكثر من 1500 إعدام خلال عام 2025 وحده.
وأعرب رحمان عن مخاوف عميقة بشأن مصير 17 سجيناً سياسياً يواجهون خطر الإعدام الوشيك بسبب ارتباطهم بالمعارضة الديمقراطية، وفي مقدمتها منظمة مجاهدي خلق. واستشهد بحالات بارزة، منها الملاكم البطل محمد جواد وفائي ثاني، والسجينة زهراء طبري المعتقلة إثر رفعها لافتة “المرأة، المقاومة، الحرية”.

التحريض على تكرار الإبادة… من خطاب الكراهية إلى الدعوة العلنية
وأشار رحمان إلى تصاعد التحريض الرسمي على العنف، مستشهداً بمقال افتتاحي نشرته وكالة “فارس” التابعة للحرس في يوليو 2025 بعنوان: “لماذا يجب تكرار إعدامات 1988؟”. واحتوى المقال على إشادة صريحة بالمجزرة واعتبارها “تجربة ناجحة” تستحق التطبيق مجدداً بحق معارضي النظام اليوم.
كما كشف عن قيام النظام بتدمير الأدلة المتعلقة بضحايا الثمانينات، مستنداً إلى إعلان نائب رئيس بلدية طهران في أغسطس 2025 تحويل “القطعة 41” في مقبرة بهشت زهرا—التي كانت تضم رفات الآلاف من ضحايا المجزرة—إلى ساحة لوقوف السيارات.
تحرك الجالية الإيرانية في جنيف: صوت ضد 1600 إعدام في 2025
في سياق متصل، نشرت صحيفة “تريبيون دو جنيف” تقريراً موسعاً عن دور الجالية الإيرانية في جنيف، التي نددت خلال تجمعات عامة بتسجيل ما لا يقل عن 1600 عملية إعدام في إيران هذا العام. وأكد التقرير أن هذا الحراك اكتسب زخماً بعد الاعتراف الأممي التاريخي بمجزرة 1988.
مؤتمر جنيف: ضرورة تحرك دولي لكبح “جنون الإعدامات”
تناول موقع “يورو جورناليست” تفاصيل مؤتمر الأربعاء 19 نوفمبر 2025، الذي عُقد تحت عنوان: “إيران – جنون الإعدامات يجب أن يتوقف”، مشيراً إلى إجماع المشاركين على الحاجة الملحة إلى خطوات دولية عملية لوقف دوامة القتل المنهجي.
نحو آلية محاسبة دولية
رحّب جاويد رحمان بالقرار الأممي الأخير الذي أدان انتهاكات النظام وتطرق لأول مرة إلى مجزرة 1988، معتبراً أنه يشكل نقطة تحول مهمة في مسار العدالة.
وختم مداخلته بالتأكيد على أنّ نتائج تقريره الأممي الصادر في يوليو 2024—الذي صنّف مجزرة 1988 كـ“إبادة جماعية” وجريمة ضد الإنسانية—تفرض على المجتمع الدولي التحرك فوراً لإنشاء آلية محاسبة دولية للتحقيق في جرائم النظام وملاحقة المسؤولين عنها.








