موقع المجلس:
نشر موقع PUGILATO.TV مقالاً مؤثراً بقلم “أنا محمد جواد وفائي ثاني”، يروي فيه قصة الملاكم الإيراني الشاب محمد جواد وفائي ثاني، البالغ من العمر ثلاثين عاماً، والذي صدر بحقه مؤخراً حكم إعدام نهائي. ويقارن الكاتب بين وفائي ثاني والأسطورة العالمية محمد علي كلاي، مشيراً إلى أن كليهما اختار التضحية بمسيرته من أجل مبادئ إنسانية تتجاوز حدود الرياضة.
فـ«جريمة» وفائي ثاني، كما يوضح المقال، كانت دفاعه عن الحرية والديمقراطية، وتدريبه لأطفال كادحين في مشهد، ودعمه لمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية، قبل أن يتحول إلى سجين ينتظر تنفيذ حكم الإعدام.
I AM MOHAMMAD JAVAD VAFAEI SANI
“أغمض عينيك للحظة… وتخيّل ماذا يعني أن تبقى حين يمكنك الهرب، وأن تقبض على قفازيك بينما قد تكون كل لكمة هي الأخيرة، وأن تنظر إلى عيون الأطفال في صالة رياضية بمشهد وتهمس بكلمة هي الأخطر في إيران: الحرية.”
محاكمة مليئة بالثغرات… وحكم إعدام مُثبّت
يسجّل المقال اعتراضاً شديداً على العملية القضائية التي خضع لها وفائي ثاني، حيث دين ثلاث مرات، وأُلغي حكم إعدامه مرتين بسبب “ثغرات قانونية عديدة”، قبل أن يتم تثبيته نهائياً في 4 أكتوبر 2025. وأكد محاميه بابك باكنيا أن “جهات أمنية” تدخلت بشكل مباشر في مسار المحاكمة.
ورغم كل ذلك، ظلّ وفائي ثاني ثابتاً على مبادئه، رافضاً التراجع عن مواقفه أو تقديم اعترافات تحت التعذيب.

حلبة الحرية: من محمد علي إلى وفائي ثاني
يستعيد التقرير مقارنة مؤثرة مع محمد علي، الذي دفع في الستينيات ثمن رفضه المشاركة في حرب فيتنام، وفقد لقبه العالمي ومنع لسنوات من اللعب، وحُكم عليه بالسجن. ومع ذلك، ظلّ واقفاً في وجه الظلم.
اليوم، وعلى بعد آلاف الكيلومترات من لويزفيل، يختار وفائي ثاني الموقف الصعب نفسه في صالة رياضية متواضعة في مشهد.
بين الجدران ذات الآذان: ملاكم يعلّم الأطفال معنى المقاومة
بدأ وفائي ثاني ممارسة الملاكمة في سن الحادية والعشرين، وكرّس جانباً من حياته لتعليم الملاكمة والدفاع عن النفس لأطفال فقراء في مشهد، مقدماً لهم بيئة آمنة ومتنفساً بعيداً عن قسوة الشارع. لكنه كان يعرف أنّ مجرد الحديث عن الديمقراطية أو دعم منظمة مجاهدي خلق يعني المجازفة بحياته.
ومع ذلك، اختار أن يتكلم… وأن يبقى.
انتفاضة نوفمبر 2019: الشرارة التي لم تنطفئ
يربط التقرير بين اعتقال وفائي ثاني وبين الأحداث التي شهدتها إيران في نوفمبر 2019، حين اندلعت احتجاجات واسعة بعد رفع أسعار الوقود، وقُتل خلالها مئات المتظاهرين—وتقدّر بعض المصادر العدد بأكثر من 1500 قتيل. وفي أعقابها، اعتُقل وفائي ثاني في مارس 2020، وتعرّض لـ65 يوماً من التعذيب القاسي.
ورغم ذلك، لم ينكسر.
ثلاث إدانات… بلا تراجع
دين وفائي ثاني بتهمة “الإفساد في الأرض” والانتماء لمجاهدي خلق. ورغم إلغاء حكمه مرتين بسبب خلل قانوني، أصرت المحكمة الثورية في مشهد على إعادة إصدار الحكم كل مرة، قبل أن يصادق القضاء الإيراني نهائياً على الإعدام في أكتوبر 2025، وسط صمت عالمي خانق.
صمت العالم… وغضب الرياضيين
يشير المقال إلى أن حكم الإعدام جاء في ظل موجة غير مسبوقة من الإعدامات تحت رئاسة مسعود بزشكيان، حيث تجاوز العدد 1800 إعدام منذ أغسطس 2024. ويذكّر بمقتل رياضيين آخرين مثل بطل الكاراتيه محمد مهدي كرمي الذي أُعدم عام 2023.
وفي مقابل صمت المؤسسات الرياضية الكبرى، وقّع عدد من الرياضيين العالميين—بينهم مارتينا نافراتيلوفا ورايلي جاينز وشارون ديفيز—بياناً يطالب بالتدخل العاجل لإنقاذ حياته.
لكن الأصوات ما زالت قليلة…
ثمن الحلم
وفائي ثاني اليوم يقف في مواجهة حكم الموت، لكنه—كما يقول المقال—قدّم ما لا يستطيع كثيرون تقديمه: عاش واقفاً بدل أن يموت راكعاً.
في بلدٍ “له الجدران آذان”، تجرأ على أن يهمس بكلمة الحرية. استخدم الملاكمة لا لكسب المال، بل لمنح الأمل.
نداء عالمي من الرياضيين
أصدر عدد من الرياضيين بياناً موجهاً للأمم المتحدة والاتحادات الرياضية الدولية مطالبين بالتدخل. فالحكم على وفائي ثاني هو رسالة ترهيب موجهة لكل من يجرؤ على الاعتراض.
نحن محمد جواد وفائي ثاني
يختتم الكاتب مقاله بنداء صريح:
“لقد اختار أن يكون صوتاً… ولهذا يريدون إسكاته. لكن بإمكاننا أن نختار ألا نصمت. في الحلبة، الهزيمة الحقيقية ليست السقوط، بل البقاء في الأسفل. واليوم، أشعر برغبة بأن أصرخ للعالم: أنا محمد جواد وفائي ثاني.”
ويضيف أنّ السكوت على هذه الجريمة هو خيانة للمبادئ التي ضحّى لأجلها الرياضيون والأحرار عبر التاريخ.








