الأحد, 16 نوفمبر 2025

مريم رجوي الرئيسة الجمهورية لإيران المستقبل

مريم رجوي

اجتماع إيران حرة 2023: إلى الأمام نحو جمهورية ديمقراطية

المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية

ماتثير الإعجاب بشأن مجاهدي خلق

أحدث الاخبارثروة” في المزابل وموائد بلا طعام: مفارقات الانهيار الاقتصادي في إيران

ثروة” في المزابل وموائد بلا طعام: مفارقات الانهيار الاقتصادي في إيران

موقع المجلس:
في ليلة خريف ماطرة، كان علي ينبش في حاوية قمامة بحثًا عن عبوات بلاستيكية لتأمين قوت أسرته. في المقابل، كان أحد مسؤولي نظام الملالي يقدّم تفسيرًا مدهشًا لهذه الظاهرة. إذ صرّح محمد حسين طاهري، رئيس ما يُسمّى بـ«هيئة الأمر بالمعروف»، بأن انتشار جامعي القمامة دليل على “تقدّم البلاد وازدهار الشعب”.

أزمة اقتصادية متجذرة: التضخم كسلاح بيد الطبقة الحاكمة

يرى الخبير الاقتصادي محمود جامساز أن التضخم في إيران لم يعد مجرد مشكلة مالية، بل تحوّل إلى أداة منظمة بيد النخبة الحاكمة لنهب الثروات، ما يدفع البلاد نحو انهيار شامل.

وبحسب وكالة «تابناك»، ادّعى طاهري أن الوضع المعيشي للإيرانيين ممتاز لدرجة أن القمامة باتت ذات قيمة اقتصادية، وتحدث عن “مافيا” من جامعي النفايات يحصلون على 30 مليون تومان شهريًا ويرفضون أي عمل آخر. ويبرز هذا الخطاب في جوهره كقلب للحقائق بهدف تبرير الفقر وتصويره كفرصة اقتصادية، في وقت تشير البيانات الرسمية إلى تدهور خطير في الأمن الغذائي.

ثروة” في المزابل وموائد بلا طعام: مفارقات الانهيار الاقتصادي في إيران

حقائق المائدة الفارغة

تكشف الأرقام حجم الكارثة. فوفق تقرير موقع EcoIran المستند إلى بيانات مركز الإحصاء لشهر أكتوبر 2025:

يحتاج الفرد إلى 4.161 مليون تومان شهريًا لشراء السلة الغذائية الأساسية (لحوم، ألبان، فواكه وخبز).

وتحتاج الأسرة المتوسطة إلى نحو 12.9 مليون تومان لتأمين الغذاء فقط.

ورغم أن الإحصاءات الرسمية تشير إلى أن التضخم السنوي بلغ 48.6%، إلا أن تكلفة السلة الغذائية ارتفعت بنسبة 68.7% خلال عام واحد. ما يعني أن الارتفاع الحقيقي في أسعار الغذاء يفوق بكثير النسبة المعلنة، وأن الفقراء الذين ينفقون غالب دخلهم على الطعام هم الأكثر تضررًا.

أرقام لافتة:

التضخم الشهري (مهر): 5% — الأعلى منذ يونيو 2022

تضخم الغذاء السنوي: 64.2%

الخبز والحبوب: 98.1%

الفواكه والمكسرات: 94%

التعليم: تضخم شهري 23%

خريطة اللامساواة: الفقر كخطة سياسية

يشرح الباحث في الجغرافيا السياسية مهدي حسين بور مطلق في «جهان صنعت» أن فجوات التنمية بين مناطق إيران ليست عشوائية، بل نتيجة تخطيط سياسي متعمد. فمدن مثل طهران وأصفهان تنعم بالثروة والبنى الحديثة، في حين تبقى مناطق الشرق والجنوب محرومة من أبسط مقومات الحياة كالمياه والتعليم.

وتظهر بيانات مركز الإحصاء أن:

3 محافظات (طهران، أصفهان، خراسان رضوي) تملك 47% من الناتج المحلي

بينما تحصل 8 محافظات فقيرة في الجنوب والشرق على أقل من 9%

هذا الاختلال ليس مجرد فشل إداري، بل كما يشير المفكر إدوارد سوجا، هو تعبير عن أن «الفضاء أداة سياسية»، تُستخدم لتكريس مركز قوي وغني مقابل أطراف فقيرة ومهمّشة لضمان السيطرة.

خاتمة: من هي “المافيا” الحقيقية؟

إن الادعاء بأن جامعي القمامة يجنون 30 مليون تومان شهريًا يسيء لملايين العمال الذين لا تتجاوز أجورهم 11 مليون تومان. هؤلاء ليسوا “مافيا”، بل ضحايا نظام فشل في تأمين الحد الأدنى من العيش الكريم، فدفعهم إلى البحث عن لقمة في القمامة.

تسعى الرواية الرسمية إلى إخفاء حقيقة الفقر وإلقاء اللوم على المقهورين. لكن الأرقام تكشف انهيار الأمن الغذائي وتلاشي العدالة. فالتقدم لا يُقاس بارتفاع قيمة النفايات، بل بانتهاء ظاهرة جمعها من الشوارع.

إن التناقض بين الاحتفاء بـ“ثروة القمامة” وواقع الموائد الخاوية يفضح انقسامًا حادًا داخل المجتمع: فئة تتغنى بازدهار متخيَّل، وأخرى تكافح للبقاء.
وهذا التنافر ليس مجرد خلل اقتصادي، بل إنذار بأن الطريق وصل إلى نهايته.

المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية
Privacy Overview

This website uses cookies so that we can provide you with the best user experience possible. Cookie information is stored in your browser and performs functions such as recognising you when you return to our website and helping our team to understand which sections of the website you find most interesting and useful.